يهدد مرض "الميليديو" الذي انتشر بشكل واسع على مستوى حقول الفلاحين محصول العنب خاصة نوعية الكاردينال والموسكا مما تسبب في خسائر مادية معتبرة لأصحاب الحقول الذين يناشدون وزارة الفلاحة بدعمهم بالأدوية لمجابهة انتشار المرض أكثر وإنقاذ عدد من حقول الكروم، هذا وتتوقع المصالح الفلاحية عبر عدة ولايات تراجعا في إنتاج العنب هذا الموسم مرجعة السبب إلى التهاطل الغزير للأمطار طيلة شهر ماي وبداية شهر جوان مما نتج عنه تضرر عشرات الحقول. وأكد عدد من أصحاب حقول الكروم أن مرض البياض الزغبي او "الميليديو" انتشر بشكل واسع على مستوى الحقول في الأسابيع الأخيرة وتسبب في خسائر مادية معتبر لهم، مضيفين أن أصحاب الحقول التي لم يصلها المرض يعيشون تحت نوبة من الهلع خوفا من تكبدهم خسائر كبيرة. وهذا وقد دق فلاحون بمناطق مختلفة بولاية بومرداس التي تحتل المرتبة الأولى وطنيا في إنتاج عنب المائدة بأنواعه ناقوس الخطر بالنظر إلى الانتشار الواسع للمرض والذي تسبب في هلاك عشرات الهكتارات خاصة بالناصرية وبرج منايل وزموري، الأمر الذي جعل الفلاحين يطلقون نداء استغاثة لوزير الفلاحة من أجل التدخل قبل تضرر باقي الحقول. وقال صاحب مستثمرة لأشجار الكروم ببلدية الناصرية شرق الولاية أن مرض "الميليديو" أدى إلى تضرر أنواع العنب من الكاردينال والموسكا وبنسبة أقل نوع السبال، مرجعا السبب إلى الأمطار الغزيرة التي تهاطلت دون توقف في فترة الربيع. وأكد ممثل عن منتجي العنب بولاية المدية أن الأدوية التي تم استخدامها في مجابهة المرض لم تأت بأية نتيجة رغم صرف أموال كبيرة عليها مما أثار استغرابهم وقلقهم، خاصة أن بعض الحقول تضررت من المرض بنسبة 100 بالمائة حسب نفس المتحدث الذي يتوقع تراجع في إنتاج العنب هذه السنة بعدة مناطق من الوطن. من جهته رئيس الغرفة الفلاحية لولاية الشلف أكد أن أصحاب الحقول يقومون بمعالجة أشجار الكروم كل ثلاثة أيام لكن دون نتيجة وهو ما حيرهم وأثار تساؤلاتهم حول جدوى الأدوية التي تستوردها الدولة من أجل علاج مثل هذا المرض والتي تصرف عليها أموال طائلة. من جهته، علي مرابط رئيس غرفة الفلاحة لولاية بومرداس أكد انتشار المرض على مستوى حقول الكروم بالولاية بشكل مخيف معتبرا بأن المرض كبد الفلاحين خسائر معتبرة، مشيرا أن بعض الحقول تضررت بنسبة 100 بالمائة والبعض منهم بنسبة 50 بالمائة، الأمر الذي استعدى حسبه تنظيم خرجات ميدانية من أجل تفقد الحقول وتقييم الأضرار التي لحقت بالفلاحين لتقديم الأدوية اللازمة من أجل انقاذ ما يمكن إنقاذه. تجدر الإشارة إلى أن ولاية بومرداس حافظت على الصدارة في إنتاج العنب طيلة خمس سنوات الأخيرة، حيث مولت السوق الوطنية بمختلف الأنواع وأجودها، وتتوقع المصالح الفلاحية هذه السنة تراجعا في الإنتاج وذلك راجع لعدة عوامل منها انتشار مرض "الميليديو".