عبّر عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، عن تأييده ومساندته لتصريحات الفريق قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الرافضة لتدخل الجيش في الشأن السياسي، مُؤكدا أنّها لا تعتبر ردّا على دعوته المؤسسة العسكرية لمرافقة مشروع الإنتقال الديموقراطي. وقال مقري في تصريحات صحفية أدلى بها على هامش ندوة نظمت أول أمس بمناسبة الذكرى ال 15 لوفاة مؤسس الحركة الشيخ محفوظ نحناح، "نؤيد تصريح قائد الأركان، وندعم هذا التوجه ونسانده، كونه حضاري"، وأردف "ونحن سعداء به جدا .. كونه يطمئننا ويضمن لنا فعلا عدم تدخل المؤسس العسكرية في الشأن السياسي"، رافضا في هذا الصدد إعتبار تصريحات قايد صالح، ردا على دعوته المؤسسة العسكرية لمرافقة مشروع الإنتقال الديموقراطي، وقال في هذا الشأن "جهات أوّلت تصريحاتي وعليه لا تشعر الحركة بتاتا بأنها معنية بهذا الرد"، على إعتبار أنها لم تدع لتدخل الجيش، بل تحدثت في سياق عرض المبادرة وردا على سؤال وجه له شخصيا كرئيس ل "حمس" يتعلق بدور قيادة الأركان في هذه المبادرة، رد عليه بالتأكيد على أن دور المؤسسة العسكرية في التوافق الوطني هو المساهمة في ضمان حماية التوافق إذا حصل بين الجزائريين، وهو التوجه - يضيف المتحدث - الذي ضمّنته الحركة نصا وروحا في العديد من المبادرات السياسية السابقة كلما شعرت بضرورة إجتماع وتوافق الجزائريين منذ نشأتها، وهو ما ذهب إليه خلال إفتتاحه أمس الدورة العادية الأولى لمجلس الشورى الوطني لحركته، عندما قال "قايد صالح أشار في كلامه إلى الأشخاص الذين يجرون وراء مصالحهم"، وأردف "أؤكد لكم ما عندي مؤسسات ما نجري وراء صفقات، هز الذراع يبان الطابڨ، قايد لم يقصدنا بكلامه، فنحن لا نجري وراء مصالحنا الشخصية .. وتابع "ليس نحن من قاموا بجرنا إلى المحاكم وليس نحن من لنا إمتيازات، الحركة شريفة، ما في كرشنا التبن ما نخافوا من النار"، هذا بعدما أكد أمام أعضاء مجلس الشورى، أنه رجل سياسي ولم يخف من تصريح الفريق قايد صالح. في السياق ذاته، عبّر رئيس حركة مجتمع السلم، عن أمله في أن تتوقف ما وصفه ب " المزايدات" بإسم المؤسسة العسكرية، وأن لا يُقحم الجيش فعلا في خطاب المناكفات السياسية بين الأحزاب والشخصيات، وأنّ لا يضع أحد في الساحة السياسية والإعلامية نفسه ناطقا باسمه. جدير بالذكر أن الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أكد خلال ترؤسه أول أمس بمقر وزارة الدفاع الوطني، مراسم حفل تكريم أشبال الأمة المتفوقين في شهادة البكالوريا، أنه لا وصاية على الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، والذي يتلقى توجيهاته السامية من لدن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني. من جهة أخرى، إغتنم مقري المناسبة وجدد التأكيد أن حركة مجتمع السلم، لا تزال إمتدادا لخط الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، رغم تغير طريقة عملها وبعض الأولويات، وقال "الجزائر تبقى الأولوية التي لا تغيير فيها"، هذا بعدما إعتبر الشيخ نحناح، قائدا فذا ورمزا من رموز الجزائر الوطنية، واصفا إياه ب "الرجل الموجه" و"المُعلم" لأبناء الحركة. للإشارة عرفت الإحتفالية المخلدة للذكرى ال 15 لرحيل محفوظ نحناح، التي أقيمت في برج الكيفان شرق العاصمة، حضور وجوه شخصيات وطنية وسياسية محلية وعربية عدة، يتقدمهم جمال ولد عباس، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، إضافة إلى ممثل حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين "حماس".