ابدى المواطنون القاطنون بحي بن يمينة التابع لبلدية بودواو الواقعة بالجهة الغربية لولاية بومرداس استياءهم وتذمرهم من التهميش والظروف المزرية المحيطة بيومياتهم في التجاهل والصمت الذي ينتهج تجاههم من طرف المسؤولين المعنيين الذين لم يتدخلوا لبعث التنمية بهذا الحي الذي يعرف بكثافة سكانية عالية, لكن الزائر اليه يلاحظ النقائص الكبيرة التي يشهدها من حيث المرافق العمومية الضرورية في استعمالاتهم. سكان الحي طرحوا عدة مشاكل في مقدمتها غياب التهيئة بالطريق الرئيسي المؤدي اليه الذي يتواجد في حالة جد متقدمة من الاهتراء ومازال عبارة عن مسلك ترابي يصعب السير عليه سواء لأصحاب السيارات او الراجلين, مشيرين ان معاناتهم تزداد كلما حل فصل الشتاء وتساقطت كميات من الأمطار, حيث ان هذا الوضع نتج عنه تدني مستوى خدمات النقل بسبب رفض الناقلين الخواص العمل بالخط الرابط بين الحي ووسط المدينة او الأحياء المجاورة ليجبر هؤلاء على التنقل مشيا على الأقدام من اجل قضاء حاجياتهم. وما زاد من الطينة بلة حسب تصريحات السكان هو انعدام الإنارة العمومية بالحي وهو ما ساهم في تفشي ظاهرة السرقة وتوافد المنحرفين الى المنطقة التي يتخذونها مأوى لإدمان المخدرات والمشروبات الكحولية بعيدا عن اعين مصالح الأمن, حيث ان هذا الوضع أثار غضب واستياء العائلات التي طالبت في العديد من المرات بضرورة تدخل الجهات المعنية لوضح حد لمثل هذه العصابات التي زرعت في نفوسهم الخوف والرعب من تعرض ابنائهم للاعتداءات, خاصة ان قلقهم يزداد على بناتهم وسمعة الحي, مؤكدين ان المواطنين كثيرا ما يقومون بطرد المنحرفين ويترصدون تحركاتهم, لكن بمجرد حلول الظلام فإن هؤلاء يعودون الى المنطقة السكنية. من جهة اخرى, اشار نزلاء الحي المذكور الى افتقار المنطقة للمرافق الضرورية التي من شأنها ان تساهم في تحسين الإطار المعيشي لهم كانعدام شبكة الغاز الطبيعي, فبالرغم من ان الحي يتواجد على مسافة قريبة من مركز المدينة, الا ان المسؤولين لم يدرجوه في اجندتهم وبرمجة مشروع ربط السكنات بهذا المرفق الهام وتخليصهم من معاناة ومشاق جلب قارورات غاز البوتان وتحمل التسعيرات العشوائية التي يفرضها البائعون لهذه المادة الحيوية, ناهيك عن الفوضى وغياب النظافة التي يتميز بها هذا التجمع السكني نتيجة تراكم اكوام النفايات المنزلية والتلوث الكبير الذي يثير ازعاجهم, خاصة ان هذا الوضع يزداد تفاقما في فصل الصيف الذي يؤدي الى الانتشار الرهيب للحشرات كالذباب والبعوض, ناهيك عن الروائح الكريهة التي تنبعث منه, حيث يتطوع السكان الى جمع القمامات وحرقها لتفادي المخاطر والنتائج السلبية لمثل هذا التعفن وغياب التهيئة التي يغرق فيها الحي في ظل عدم التفاتة المسؤولين وتكليف اعوان النظافة للقيام بتطهير المنطقة من النفايات التي تحاصرها في كل الاتجاهات بداخله في حين يجبرون هم على تحمل كل العواقب في ظل غياب استراتيجية حقيقية هادفة الى بعث التنمية وفك ورفع الغبن عن العائلات التي سئمت تلقي الوعود من طرف المسؤولين, لكن في كل مرة يصدمون ويزداد غضبهم من سياسة الإقصاء والتجاهل التي تنتهج تجاههم على امل أن يأتي يوم ويستيقظ المعنيون من سباتهم والالتفات لانشغالات المواطنين على وجه الخصوص.