ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يتبع
نشر في السلام اليوم يوم 13 - 03 - 2012


قاصرات في عمر الزهور يقضين سنوات بالسجن
إن ما لفت انتباهنا في مؤسسة إعادة التربية وجود فتيات قاصرات في عمر الزهور بسبب أخطاء ارتكبنها أدخلتهن السجن، و«سلمى” هي أول من التقينا بها وهي إحدى القاصرات التي لم يتجاوز عمرها 17 سنة، وجدت نفسها تتخبط بين أربعة جدران، وتلقى مصيرها المجهول بعد أن ضاع مستقبلها بسبب رفيقة السوء التي علمتها إدمان المخدرات فدخلت على إثرها السجن، وهي تقول: “كانت لدي صديقة مقربة، كنت أضع ثقة كبيرة فيها، ولكنها استغلت وقوعي في خلافات مع عائلتي وبدأت تعطيني سجائر أخبرتني أنها ستنسيني جميع مشاكلي، ولم تخبرني أن بداخلها مخدرات فتعودت عليها وأصبحت لا أقدر أن أعيش بدونها، وكنت لا أملك المال لأشتري هذه السجائر، فعرضت علي أن أهرب من البيت وأن أعمل عند امرأة مقابل أن توفر لي البيت والمال، ولكنها قامت باستغلالي لصغر سني وبدأت تجلب لي الزبائن الذين كانوا يطلبون ممارسة الفاحشة مقابل إعطائي المال، وعرضت علي تلبية طلبات زبائنها، وعندما رفضت بدأت تهددني بأنها ستخبر أقاربي بأنني مدمنة مخدرات، وأنها لن تزودني بها، وهذا ما جعلني أخاف وأرضخ لطلباتها، وفي أحد الأيام داهمت الشرطة منزلها وعندها اتهمت بإدمان المخدرات وممارسة الدعارة، وأنا الآن أقضي فترة عقوبتي هنا، وحكم علي بالسجن لمدة خمس سنوات، ولا أحد يزورني في السجن، وعندما علموا بتهمتي أخبروني أني جلبت لهم الفضيحة بين الجيران، وأني أصبحت عارا على العائلة، وهذا ما زاد من معاناتي وحزني، لأني شعرت أني أصبحت وحيدة في هذه الحياة، وأنا أحاول تعلم الكمبيوتر لأكسر ملل السجن، وأحاول إكمال دراستي داخل المؤسسة، لأني ندمت على ما فعلت مع أن صديقتي هي السبب في انحرافي، وقررت عندما أخرج من السجن أن أكون إنسانة صالحة وأبتعد عن المشاكل، لأني مررت بتجربة سيئة تعلمت منها الكثير وهي أن لا أثق بأحد في حياتي”.«كريمة” هي الأخرى من القاصرات اللواتي دخلن عالم الإجرام مبكرا، فقد دخلت إلى عالم سرقة السيارات مع صديقها الذي عرض عليها مشاركته في الأمر، وقالت أن حاجة أسرتها الماسة إلى المال جعلها تقبل عرضه، ولكنها وجدت نفسها داخل سجن حرمها من أغلى ما تملك في هذه الحياة وهي الحرية، حيث تقول: “حكم علي بالسجن لمدة ثلاث سنوات وحرمت من الحرية التي لا يعوضني عنها أي شيء في الحياة، وأنا الآن أحاول تعلم الخياطة، لأنني أريد أن أكسب صنعة في هذا المجال، وأن أعمل في إحدى الورشات، فأنا أريد أن أعيش حياة مختلفة جدا عن الحياة التي عشتها في السابق، وأن أتزوج وأنجب وأصبح أما صالحة”.
المؤسسة العقابية بالحراش تؤهل السجينات وتفتح لهن المجال للدراسة
تقول السيدة سعيدة.ش مسؤولة سجن النساء: “لدينا في السجن العديد من الأنشطة التي تقضي على الملل الذي قد يشعرن به وهن في السجن، ومن ناحية أخرى نحن نعمل على تأهيلهن ومساعدتهن على تعلم العديد من الأشياء التي تساعدهن بعد انتهاء مدة العقوبة، إذ يضم السجن ورشات للخياطة تتعلم فيها السجينة التطريز والحياكة، كما أنه يمكن للسجينة أن تتكون في المجال الذي ترغب فيه كفن الحلاقة أو تعليم الكمبيوتر، وتوجد أيضا مكتبة، كما أنه توجد عيادة ليتلقين العلاج ونحرص على متابعة حالاتهن النفسية وحل مشاكلهن عند الأخصائية، وهناك أيضا مطعم تتطوع فيه السجينات لإعداد الطعام، ونساعد السجينات على إكمال دراستهن، كما أن هذا السجن شهد العام الماضي نيل خمس سجينات شهادة البكالوريا، وهناك من تحصلت على رقم قياسي من الشهادات المختلفة، بالإضافة إلى أن إدارة السجن تسمح يوميا للسجينات المتفوقات في دراستهن بالذهاب الى كلياتهن لمزاولة الدراسة صباحا رفقة حارسات على أن يعدن الى السجن في المساء، وهو ما يسمح لهن بقضاء أكثر الوقت خارج أسوار السجن والتمتع بالحرية النصفية التي تمدهم بالراحة النفسية، كما أن هناك من السجينات من تضع مولودها في السجن ،وأغلبهن من الأمهات العازبات اللواتي حملن أطفالهن خارج إطار الزواج الشرعي بعد رفض أهاليهن العناية بأطفالهن، وهناك أيضا ربات بيوت متزوجات اضطررن إلى وضع أولادهن داخل السجن، وتسمح الإدارة للسجينة بتربية الطفل حتى بلوغه سنتين، وتتكفل بشراء جميع متطلبات الرضيع من حليب وملابس، ويشرف طبيب السجن على متابعتهم صحيا إلى غاية بلوغهم عامين، ليتم تحديد مصيرهم بعد أخذهم من أمهاتهم فتمنح حضانتهم لأهل الأم وإن رفضوا يتم تحويل أطفال السجينات إلى مديرية النشاط الاجتماعي التي تقرر وضعهم في دور الحضانة ومراكز الطفولة المسعفة”.
سجينات يفتحن صفحة جديدة بعد خروجهن من السجن
هن سجينات تحدين نظرة المجتمع الخاطئة لهن وأردن بدء حياة بعيدة عن الحرام،فإرادتهن القوية في الحياة جعلتهن يواصلن مشوارهن المهني بعزيمة قوية ويتمسكن بالأمل في الحياة، ف«سميرة” هي إحدى السجينات التي حصلت على شهادة البكالوريا وواصلت دراستها داخل السجن وانتقلت من عالم السرقة إلى مهنة المحاماة بعد خروجها من السجن، وقررت أن تفتح مكتبا خاصا بها، حيث تقول: “كانت ظروفي المعيشية سيئة ولم أجد عملا وكنت بحاجة إلى المال لعلاج أمي المريضة، فبدأت أعمل في بيت للأغنياء وأسرق مجوهراتهم، ثم أبيعها ولكني لم أتوقف عن السرقة وأصبحت أعتبرها مهنة حتى جاء اليوم الذي كشف فيه أمري وحكم علي بالسجن لمدة خمس سنوات، ولكني قررت أن أستفيد من فترة عقوبتي وأن أواصل دراستي، وعند خروجي من السجن، كنت حاصلة على شهادة الليسانس، فقررت أن أطلب قرضا لأفتح مكتبا للمحاماة، واخترت هذا التخصص للدفاع عن زميلاتي في السجن، خاصة من اللواتي لم يستطعن إثبات براءتهن”.
نموذج آخر من التحدي هو للسيدة “سليمة” المتهمة بممارسة الدعارة، والتي قررت أن تبدأ حياتها من جديد وأن تتوب وتصبح معلمة للقرآن الكريم في أحد المساجد، وهي تقول: “وجدت نفسي وحيدة في هذه الحياة، وعرضت علي إحدى النساء العمل عندها في ملهى ليلي، ولم يكن لي خيار سوى أن أقبل عرضها، لأنه ليس لي أقارب، وبعدها جعلتني أغوص في الانحراف والرذيلة مع أني رفضت هذا الأمر، ولكنها بدأت تهددني، لأنها أقرضتني بعض المال، ولسوء حظي قبضت علي الشرطة بتهمة الدعارة وحكم علي بخمس سنوات سجنا، وخلال هذه المدة قررت أن أتكون في الخياطة، وكنت أحضر جميع الدروس الدينية وحفظت العديد من سور القرآن ،وبعد خروجي من السجن قررت بناء عائلة وصارحت زوجي أني اضطررت العمل في هذا المجال، وتقبل الأمر، لأني قررت أن أتوب، فالله يهدي من يشاء”.
شابة أخرى قررت أن تمشي في الطريق السليم وتبتعد عن المال الحرام هي “سعاد” التي كانت تسرق السيارات مع أنها تنتمي لعائلة ميسورة الحال، وبعد سجنها قررت أن تواصل دراستها داخل السجن وتبدأ صفحة جديدة بعد خروجها وأصبحت ممرضة، حيث تقول: “لعب صديقي بعقلي وعرض علي أن أشاركه في سرقة أصحاب المجوهرات لنتزوج بسرعة، فشاركته في الجريمة، بعدها أصبحت أشاركه في عمليات كثيرة ولكن الشرطة قبضت علينا في إحدى العمليات، وحكم علي بالسجن لمدة أربع سنوات، وخلال هذه الفترة قررت أن أواصل دراستي، وبعد حصولي على شهادة البكالوريا تكونت في التمريض، وبعد خروجي عملت في إحدى المستشفيات وقررت الابتعاد عن الحرام”.
نساء مسبوقات قضائيا تعودن على العيش وراء القضبان
غيرنا وجهتنا لجناح آخر، أين أخبرتنا الحارسة أننا سنجد سجينات مسبوقات قضائيا، فقررنا الاقتراب من إحداهن، وأول من وجدناها هي “كريمة” صاحبة ال39 سنة، مسبوقة قضائيا، حيث تقول: “بدأت إدمان المخدرات مع صديقي الذي أخبرني أني سأنسى المشاكل التي كنت أعاني منها مع عائلتي، بعدها ألقت الشرطة علي القبض وبحوزتي المخدرات، فحكم علي بالسجن ثلاث سنوات، وبعد انتهاء فترة عقوبتي وجدت عملا في إحدى الشركات، ولكني قمت بسرقة أموالها بمساعدة صديقي، فحكم علي بالسجن لمدة 12 سنة، لقد تعودت على حياة السجن وقطعت عائلتي علاقتها بي، لأني جلبت لهم الفضيحة”. شابة أخرى وجدناها بنفس الجناح هي “جميلة” التي دفعتها ظروفها المادية السيئة إلى مشاركة شخصين في عملية سرقة فيلا كانت تملكها إحدى العائلات الغنية، حيث تقول: “كانت أمي مريضة، وكنت أنا أكبر إخوتي والمسؤولة الوحيدة عن البيت، وبالرغم من أني بحثت كثيرا عن عمل، إلا أنني لم أجد أي فرصة أمامي سوى قبول عرض أحد معارفي في مشاركته في السرقة، وبعدها كشف أمري وحكم علي بالسجن لمدة أربع سنوات وإعادة المسروقات، بعدها خرجت من السجن ولكن حاجتي إلى المال جعلتني أرجع إلى الإجرام وقمت بسرقة محل للمجوهرات بعد الاعتداء عليه بمساعدة أصدقائي، وكشف أيضا أمري وحكم علي بالسجن أربع سنوات أخرى مع إرجاع المسروقات، وبعد ما عانيته داخل السجن، قررت أن لا أرجع إليه مرة أخرى خصوصا أن الحياة في السجن تتطلب أن تتمتعي بشخصية قوية خصوصا أن هناك سجينات محكوم عليهن بالمؤبد في قضايا قتل يتعاملن بسوء مع السجينات الضعيفات، وهذا ما جعلني أتجرد من رقة المرأة وأتمسك بخشونة الرجل، وقررت أن أبحث عن عمل بعيدا عن الحرام، وأن أكون إنسانة صالحة عند خروجي من هنا بالرغم من أني سأتعرض إلى الكثير من المشاكل بسبب نظرات أبناء الحي الذي أقطن فيه، ولكني سأتحدى هذا الأمر”.
قاصرات في عمر الزهور يقضين سنوات بالسجن
إن ما لفت انتباهنا في مؤسسة إعادة التربية وجود فتيات قاصرات في عمر الزهور بسبب أخطاء ارتكبنها أدخلتهن السجن، و«سلمى” هي أول من التقينا بها وهي إحدى القاصرات التي لم يتجاوز عمرها 17 سنة، وجدت نفسها تتخبط بين أربعة جدران، وتلقى مصيرها المجهول بعد أن ضاع مستقبلها بسبب رفيقة السوء التي علمتها إدمان المخدرات فدخلت على إثرها السجن، وهي تقول: “كانت لدي صديقة مقربة، كنت أضع ثقة كبيرة فيها، ولكنها استغلت وقوعي في خلافات مع عائلتي وبدأت تعطيني سجائر أخبرتني أنها ستنسيني جميع مشاكلي، ولم تخبرني أن بداخلها مخدرات فتعودت عليها وأصبحت لا أقدر أن أعيش بدونها، وكنت لا أملك المال لأشتري هذه السجائر، فعرضت علي أن أهرب من البيت وأن أعمل عند امرأة مقابل أن توفر لي البيت والمال، ولكنها قامت باستغلالي لصغر سني وبدأت تجلب لي الزبائن الذين كانوا يطلبون ممارسة الفاحشة مقابل إعطائي المال، وعرضت علي تلبية طلبات زبائنها، وعندما رفضت بدأت تهددني بأنها ستخبر أقاربي بأنني مدمنة مخدرات، وأنها لن تزودني بها، وهذا ما جعلني أخاف وأرضخ لطلباتها، وفي أحد الأيام داهمت الشرطة منزلها وعندها اتهمت بإدمان المخدرات وممارسة الدعارة، وأنا الآن أقضي فترة عقوبتي هنا، وحكم علي بالسجن لمدة خمس سنوات، ولا أحد يزورني في السجن، وعندما علموا بتهمتي أخبروني أني جلبت لهم الفضيحة بين الجيران، وأني أصبحت عارا على العائلة، وهذا ما زاد من معاناتي وحزني، لأني شعرت أني أصبحت وحيدة في هذه الحياة، وأنا أحاول تعلم الكمبيوتر لأكسر ملل السجن، وأحاول إكمال دراستي داخل المؤسسة، لأني ندمت على ما فعلت مع أن صديقتي هي السبب في انحرافي، وقررت عندما أخرج من السجن أن أكون إنسانة صالحة وأبتعد عن المشاكل، لأني مررت بتجربة سيئة تعلمت منها الكثير وهي أن لا أثق بأحد في حياتي”.«كريمة” هي الأخرى من القاصرات اللواتي دخلن عالم الإجرام مبكرا، فقد دخلت إلى عالم سرقة السيارات مع صديقها الذي عرض عليها مشاركته في الأمر، وقالت أن حاجة أسرتها الماسة إلى المال جعلها تقبل عرضه، ولكنها وجدت نفسها داخل سجن حرمها من أغلى ما تملك في هذه الحياة وهي الحرية، حيث تقول: “حكم علي بالسجن لمدة ثلاث سنوات وحرمت من الحرية التي لا يعوضني عنها أي شيء في الحياة، وأنا الآن أحاول تعلم الخياطة، لأنني أريد أن أكسب صنعة في هذا المجال، وأن أعمل في إحدى الورشات، فأنا أريد أن أعيش حياة مختلفة جدا عن الحياة التي عشتها في السابق، وأن أتزوج وأنجب وأصبح أما صالحة”.
المؤسسة العقابية بالحراش تؤهل السجينات وتفتح لهن المجال للدراسة
تقول السيدة سعيدة.ش مسؤولة سجن النساء: “لدينا في السجن العديد من الأنشطة التي تقضي على الملل الذي قد يشعرن به وهن في السجن، ومن ناحية أخرى نحن نعمل على تأهيلهن ومساعدتهن على تعلم العديد من الأشياء التي تساعدهن بعد انتهاء مدة العقوبة، إذ يضم السجن ورشات للخياطة تتعلم فيها السجينة التطريز والحياكة، كما أنه يمكن للسجينة أن تتكون في المجال الذي ترغب فيه كفن الحلاقة أو تعليم الكمبيوتر، وتوجد أيضا مكتبة، كما أنه توجد عيادة ليتلقين العلاج ونحرص على متابعة حالاتهن النفسية وحل مشاكلهن عند الأخصائية، وهناك أيضا مطعم تتطوع فيه السجينات لإعداد الطعام، ونساعد السجينات على إكمال دراستهن، كما أن هذا السجن شهد العام الماضي نيل خمس سجينات شهادة البكالوريا، وهناك من تحصلت على رقم قياسي من الشهادات المختلفة، بالإضافة إلى أن إدارة السجن تسمح يوميا للسجينات المتفوقات في دراستهن بالذهاب الى كلياتهن لمزاولة الدراسة صباحا رفقة حارسات على أن يعدن الى السجن في المساء، وهو ما يسمح لهن بقضاء أكثر الوقت خارج أسوار السجن والتمتع بالحرية النصفية التي تمدهم بالراحة النفسية، كما أن هناك من السجينات من تضع مولودها في السجن ،وأغلبهن من الأمهات العازبات اللواتي حملن أطفالهن خارج إطار الزواج الشرعي بعد رفض أهاليهن العناية بأطفالهن، وهناك أيضا ربات بيوت متزوجات اضطررن إلى وضع أولادهن داخل السجن، وتسمح الإدارة للسجينة بتربية الطفل حتى بلوغه سنتين، وتتكفل بشراء جميع متطلبات الرضيع من حليب وملابس، ويشرف طبيب السجن على متابعتهم صحيا إلى غاية بلوغهم عامين، ليتم تحديد مصيرهم بعد أخذهم من أمهاتهم فتمنح حضانتهم لأهل الأم وإن رفضوا يتم تحويل أطفال السجينات إلى مديرية النشاط الاجتماعي التي تقرر وضعهم في دور الحضانة ومراكز الطفولة المسعفة”.
سجينات يفتحن صفحة جديدة بعد خروجهن من السجن
هن سجينات تحدين نظرة المجتمع الخاطئة لهن وأردن بدء حياة بعيدة عن الحرام،فإرادتهن القوية في الحياة جعلتهن يواصلن مشوارهن المهني بعزيمة قوية ويتمسكن بالأمل في الحياة، ف«سميرة” هي إحدى السجينات التي حصلت على شهادة البكالوريا وواصلت دراستها داخل السجن وانتقلت من عالم السرقة إلى مهنة المحاماة بعد خروجها من السجن، وقررت أن تفتح مكتبا خاصا بها، حيث تقول: “كانت ظروفي المعيشية سيئة ولم أجد عملا وكنت بحاجة إلى المال لعلاج أمي المريضة، فبدأت أعمل في بيت للأغنياء وأسرق مجوهراتهم، ثم أبيعها ولكني لم أتوقف عن السرقة وأصبحت أعتبرها مهنة حتى جاء اليوم الذي كشف فيه أمري وحكم علي بالسجن لمدة خمس سنوات، ولكني قررت أن أستفيد من فترة عقوبتي وأن أواصل دراستي، وعند خروجي من السجن، كنت حاصلة على شهادة الليسانس، فقررت أن أطلب قرضا لأفتح مكتبا للمحاماة، واخترت هذا التخصص للدفاع عن زميلاتي في السجن، خاصة من اللواتي لم يستطعن إثبات براءتهن”.
نموذج آخر من التحدي هو للسيدة “سليمة” المتهمة بممارسة الدعارة، والتي قررت أن تبدأ حياتها من جديد وأن تتوب وتصبح معلمة للقرآن الكريم في أحد المساجد، وهي تقول: “وجدت نفسي وحيدة في هذه الحياة، وعرضت علي إحدى النساء العمل عندها في ملهى ليلي، ولم يكن لي خيار سوى أن أقبل عرضها، لأنه ليس لي أقارب، وبعدها جعلتني أغوص في الانحراف والرذيلة مع أني رفضت هذا الأمر، ولكنها بدأت تهددني، لأنها أقرضتني بعض المال، ولسوء حظي قبضت علي الشرطة بتهمة الدعارة وحكم علي بخمس سنوات سجنا، وخلال هذه المدة قررت أن أتكون في الخياطة، وكنت أحضر جميع الدروس الدينية وحفظت العديد من سور القرآن ،وبعد خروجي من السجن قررت بناء عائلة وصارحت زوجي أني اضطررت العمل في هذا المجال، وتقبل الأمر، لأني قررت أن أتوب، فالله يهدي من يشاء”.
شابة أخرى قررت أن تمشي في الطريق السليم وتبتعد عن المال الحرام هي “سعاد” التي كانت تسرق السيارات مع أنها تنتمي لعائلة ميسورة الحال، وبعد سجنها قررت أن تواصل دراستها داخل السجن وتبدأ صفحة جديدة بعد خروجها وأصبحت ممرضة، حيث تقول: “لعب صديقي بعقلي وعرض علي أن أشاركه في سرقة أصحاب المجوهرات لنتزوج بسرعة، فشاركته في الجريمة، بعدها أصبحت أشاركه في عمليات كثيرة ولكن الشرطة قبضت علينا في إحدى العمليات، وحكم علي بالسجن لمدة أربع سنوات، وخلال هذه الفترة قررت أن أواصل دراستي، وبعد حصولي على شهادة البكالوريا تكونت في التمريض، وبعد خروجي عملت في إحدى المستشفيات وقررت الابتعاد عن الحرام”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.