في ندوته الأسبوعية أقام نادي الأدب ببيت ثقافة الصف، ندوة نقدية لمناقشة ديوان “منحدرات النهر” للشاعر نور سليمان الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. ناقش الديوان الناقد الأدبيّ د. أشرف عطية والشاعر خالد الصاوي وأعضاء نادي الأدب ببيت ثقافة الصف. وأدار الندوة الشاعر إبراهيم موسى النحّاس رئيس النادي. وبدأت الندوة بعرض سيرة ذاتية للشاعر ودوره في إثراء الحركة الأدبية والثقافية في محافظة بني سويف وفي مصر والعالم العربي , وعرض لأهم المؤتمرات الأدبية التي شارك في تنظيمها، وعرض لأهم إصداراته والجوائز التي حصل عليها. وقد ألقى الشاعر بعض قصائد الديوان، كان أبرزها قصيدة (ولأنك أرضي ولأني نيلك) وقصيدة (إهناسيا). وعرض الشاعر خالد الصاوي قراءته النقدية حول الديوان، التي قامت على أساس سيميولوجي لطبيعة السرد الشعري لدى نور سليمان. وقد ركزت القراءة على استخدام الشاعر لتيمة الوقت وتوظيفها داخل الديوان، حيث نجد أن الإحساس بالزمن له حضور وجودي، في صور مختلفة تتراوح بين الشعور بالفقد كما في قصيدة (ذبول زهرة في لوحة على الحائط) حيث يقول: “حين يجيئ العام القادم تذبل زهرة دوار الشمس ويختنق النخل وتنسكب الألوان؛ فالزمن المقبل مخيف، ويوحي بالعجز، ومن هنا يأتي الربط بين تيمة الوقت والذات الشاعرة في الديوان. ويبدو أن الوقت هو المتحكم في الذات الشاعرة لا العكس، والعلاقة بين الذات وصوت دقات ساعة الحائط كرمز للوقت والزمن - وما يوحي به صوت الساعة من رتابة. كذلك تطرقت القراءة لعلاقة دالة الوقت بعنصر الصورة الشعرية، كما تعرضت لبنية الجملة أو طبيعة الإسناد في الجملة الشعرية بالديوان، والتي قامت في أحيان كثيرة على بنية إسناد المضاف إلى المضاف إليه. وعرض د. أشرف عطية قراءته النقدية للديوان، والتي أكد فيها أن قصيدة نور سليمان تنتمي للقصيدة الرومانسية؛ فهي قصيدة تفعيلية برؤية رومانسية؛ وهذا ليس عيباً، فتيمة المرأة أساس في قصائده يصاحبها سيطرة الأنا بصورة تذكّرنا بعيون إلزا لأراجون في قصيدة النثر. كما عرضت القراءة لدالة التكثيف وتوظيف الشاعر لها، وأن الشاعر عندما تخفف من القافية ولغة المجاز في قصيدته واعتمد على آلية التكثيف هذه، أبدع نموذجاً رائعاً لقصيدة حداثية تقوم على التجاوز كما في قصيدة (أتيليه) التي يقول فيها: “ولد يرسم طفلا يبكي حين تشق الدمعة خد الطفل وتصنع أخدوداً تختلط الألوان يعود ويرسمه مبتسما”. كما تناولت القراءة عرضاً لتوظيف الشاعر لبعض التيمات الرمزية، مثل تيمة الرقص كما في قصيدة (حكاياها وأسئلتي) وقصيدة بعنوان (قصائد). واختُتمت الندوة بالمداخلات من الحضور ورد المناقشين على تساؤلات الحضور.