بني شعيب لم يتوان سكان بلدية بني شعيب شمال ولاية تيسمسيلت في إطلاق صرخة إستغاثة إتجاه السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية بغية التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بفعل معاناة المتواصلة والتهميش المطبق والظروف الصعبة التي يعيشونها بهذه البلدية التي دمرتها العشرية السوداء مما دفع أغلبية سكانها للهروب من جحيم الإرهاب ولم يبقى منهم سوى الثلث الذي سوف يضطر حتما للنزوح مجددا من تراب البلدية نحو باقي أرجاء الوطن إن لم تتحرك السلطات قبل فوات الأوان لإحتواء مشكل الطريق الذي يؤرقهم والذي تحول لكابوس بالنسبة لهم حيث يذكرون في شكواهم والتي تحصلت "النهار" على نسخة منها أن الطريق الجديد الذي يربط بلديتهم ببلدية سيدي سليمان والمنجز من طرف مؤسسة خاصة والذي يطلق عليه طريق الموت لم يبقى منه سوى الإسم حيث أضحى مدمرا ومهترءا عن أخره ولايصلح سوى للجرارات فالسيارات العادية أو القديمة ممنوع عليها السير ومعه أضحت المواصلات من وإلى البلدية منعدمة تماما بل وتشكل خطرا حقيقيا مما أدى لعزل البلدية عن العالم الخارجي بالإضافة لإرتفاع منسوب مياه سد كدية الرصفة هذا الموسم والذي تحول من نعمة على البلدية إلى نقمة نتيجة مساهمته في عزل أغلب الدواوير "كبقعة النقانزة و بني زولي و بقعة المبطنين وكذا دوار بودومة"التي كانت مهجورة تماما من السكان إبان العشرية السوداء لكن عودة الأمن شجع الأهالي على العودة لسكناتهم الأصلية ليصطدموا بمشكل إنعدام طريق رغم أهميته والطابع الإستراتيجي له كونه يعد منفذا يفك العزلة ويشكل همزة وصل بين البلدية ودائرة برج بونعامة من جهة ويفتح للسكان بوابة أخرى من ناحية الشمال بالإضافة لمساهمته في التنمية المحلية التي هي غائبة وتتغنى بها السلطات في كل مناسبة ورغم الطابع الإستعجالي لمطلبهم يبقى سكان بني شعيب يحلمون فقط بطريق يفك عزلتهم ويجنبهم مرارة التنقل عبر الجرارات بعد أن عانوا التهميش في شتى مجالات التنمية وهم الأن يهددون بالهجرة الجماعية مجددا نحو المناطق الأخرى إن لم تتحقق مطالبهم البسيطة والمشروعة فهم لا يطلبون المستحيل سوى رفع الغبن عنهم والنظر إليهم كمواطنين لهم حقوقهم مثلما لهم واجباتهم ويبقى أمل سكان بلدية بني شعيب قائما في إنجاز طريق يربط بلديتهم بالمناطق الأخرى ويفتح لهم أبواب المستقبل. ع.بوماتع