لم يجد سكان دوار – الجيرة – ممثلين عن فرقتي بريان وبوغنجة التابعين لإقليم بلدية تيسمسيلت تفسيرا مقنعا لإقصائهم من برنامج اعمار الريف الذي دعت اليه الحكومة الهادف بالدرجة الأولى الى تثبيت قاطنيه وفرملة هجرتهم نحو المدن ، وارتسم هذا التساؤل في ظل افتقار الدوار لأبسط ضروريات ومؤشرات الخدمة العمومية في شقها المتعلق بتحسين ظروف الإطار المعيشي يتصدرها طريق لا تزيد مسافته عن 3 كلم انطلاقا من الطريق الوطني رقم 19 ما يزال يبحث عن تعبيد أو على الأقل تأهيله وتكسية طبقته الترابية بمادة – التيف - حتى يتسنى لمستعمليه استخدامه خصوصا في المرحلة الشتوية التي عادة ما تجعل هذا الشريان خارج مجال الخدمة بفعل بروز التوحلات والبرك المائية على طول الخط والتي يتعذر على العربات وحتى الدواب اجتيازها ، ويحتفظ السكان بالكثير من الأحداث المغلّفة بمعاناة التنقل من والى أحواشهم بالتوازي مع تساقط المغياثية على غرار عجزهم عن نقل مرضاهم للتداوي ومداواة ماشيتهم وإيصال شحنات التغذية لها ، وهنا يكشف الأهالي الذين يعتمدون في معيشتهم على الزراعة وتربية الأنعام عن نفوق العديد من رؤوس البقر والغنم بسبب عدم إخضاعها على الطبيب البيطري سواء بمجيئه للدوار أو نقلها له لعيادته ، وقد ساهمت الوضعية الكارثية التي يعرفها الطريق في شل تسويق منتجاتهم مثل حليب البقر الذي غالبا ما يكون مصيره التلف وفقدان صلاحية الاستهلاك نظير بقائه الطويل داخل صفائح التخزين ، علما أن هذا الطريق قيل أن مشروع انجازه مسجّل لدى مصالح محافظة الغابات ، وينضاف غياب المورد المائي لقائمة الضروريات التي يفتقدها الأهالي الذين أصبحوا زبائنا دائمين و مفضّلين لدى تجار الماء بسعر لا يقل عن 1500 دج للصهريج ، ويقترح السكان في هذا الجانب ربط دوارهم بشبكة مياه من القناة الرئيسية أو انجاز منابع مائية مزودة بالحنفيات بالقرب منها كما هو الحال مع الكثير من المداشر والقرى بالولاية التي استفادت من مثل هذه المشاريع على أن يقوموا بنقل المياه بأنفسهم وإيصاله الى سكناتهم ، ويرى السكان في الاقتراحين أنهما كفيلين بالقضاء على ازمة العطش في حال ما اذا توفّرت لدى المسؤولين المعنيين نية انتشالهم من بين فكي كماشة التهميش الذي استحلى واستلذّ نومه في دوار الجيرة الذي ما يزال ساكنته في رحلة البحث عن حقهم من التنمية والاعانات الفلاحية بمختلف برامجها.