يبقى نجاح البرامج والهياكل التي وضعتها الدولة خدمة لتحسين منظومة الشغل مرهونا أو مرتبطا بدرجة كبيرة بكفاءة مسيّريها وإطاراتها ومستخدميها وعلوّ قدرتهم على تحمّل حجم المسؤولية الموكلة لهم من جهة ، وبمدى فعالية دور التوجيه والإعلام و التحسيس من خلال تقريب طالبي العمل من أجهزة التشغيل التي تلائمهم قدرة واستعدادا وتخصصا من جهة ثانية ، دون إغفال أو تغييب عنصر ترغيب المتعاملين في الانخراط في هذا المسعى الرامي الى أخلقة وتنظيم وتهذيب سوق العمل …. شروط ومؤهلات كان لوجودها الدائم والمستمر الفضل في المكانة التي تحتلّها اليوم الوكالة الولائية للتشغيل بولاية تيسمسيلت التي لعبت في السنوات الأخيرة دورا محوريا في سبيل مواكبة وتوفير فرص الشغل لفائدة الشباب ، جعل من مؤشر عملها وأهدافها وآفاقها المستقبلية يعرف منحنى تصاعديا ترجمته لغة الأرقام التي أبانت عن تسجيل ارتفاع في العدد الاجمالي لعروض العمل المتعلقة بسنة 2014 أين وصلت 2724 منصبا موزعة ما بين القطاعين العمومي والخاص الى جانب القطاع الأجنبي ، فالأول استقطب 735 منصبا والثاني 1836 والثالث 153 منصبا بنسبة ارتفاع بلغت 34 بالمائة وبفارق 574 منصبا عن سنة 2013 التي عرفت تسجيل 2150 منصبا تصدّره القطاع الخاص ب1361 منصبا متبوعا بالقطاع العمومي ب731 والأجنبي ممثلا في المؤسسة الصينية العاملة في قطاع البناء ب58 منصبا ، وهذا مقابل 34053 طلب عمل تم تسجيلها على مستوى الوكالة خلال السنتين المنقضيتين – 16691 عن سنة 2013 و 17362 عن سنة 2014 أي بزيادة بلغت 671 طلبا - منها 10876 طلبا خاصا بفئة الجنس اللطيف ، كما شملت هذه الطلبات مختلف المستويات منها الجامعيين وخريجي المعاهد ومراكز التكوين وكذا فئة بدون مستوى ، وفي قراءته لهذا الارتفاع أوضح مدير الوكالة الولائية لعاصمة الونشريس – لعلام بشير – أنه يعود بالدرجة الأولى الى المجهودات والخدمات التي تبذلها الوكالة في سبيل تنفيذ مخططات الوزارة واجراءات الحكومة بما يخدم مصلحة الشباب من الراغبين في تطليق عالم البطالة ، وذلك بفعل التحسيس بالتدابير والامتيازات التي أقرّتها الدولة من أجل ترقية الشغل ، وهذا ما يعكسه سهر الوكالة المتواصل على تقديم خدماتها وتقريبها من المشغّلين والباحثين عن الشغل على حد سواء ، وهي مجمل الخدمات التي جعلت من الوكالة مقصدا أو – محجّا - لشرائح واسعة من شباب الولاية الذين أبدوا في تصريحات لهم ارتياحهم اتجاه التطور الايجابي لفرص الشغل المستحدثة عن طريق الوساطة التي تجريها الوكالة مع مختلف الجهات المستقطبة لليد العاملة وكذا سرعة رد الوكالة على طلبات الشغل المودعة لديها والتي أصبحت لا تزيد عن 72 ساعة فقط هذه التي حدّدتها تعليمة الوزير الاول المؤرّخة في 03 فبراير 2014 بخمسة ايام كاملة على الاكثر ، وهو ما يؤكّده قيام الوكالة بتنصيب ما يقارب 03 آلاف طالب عمل خلال سنة 2013 في اطار ما يطلق عليه جهاز المساعدة على الادماج المهني DAIP منهم 1176 بدون مستوى و1402 من خريجي مراكز التكوين والحاصلين على المستوى الثانوي و417 جامعي ، أما في سنة 2014 فقد ساهم هذا الجهاز في استقطاب 2869 طالب عمل تم تنصيبهم من قبل الوكالة منهم 994 بدون مستوى 449 جامعي و 1429 ثانويين وخريجي مراكز التكوين ، و بعملية حسابية نجد أن هناك نقصا أو تراجعا ملحوظا في عملية التنصيب والذي مفاده تجميد التنصيب في الادارات العمومية التي بات يخضع نمط التشغيل فيها لمفتشية الوظيفة العمومية ، من جهته يبقى التنصيب ضمن صيغة عقود العمل المدعّمة CTA يدعّم تصريحات الشباب ، أين سجّلت الوكالة ارتفاعا بنسبة قاربت 25 بالمائة خلال سنة 2014 التي تم فيها تنصيب 509 طالبي عمل في حين لم تتعد 391 في سنة 2013 ، وفي اطار توسيع قاعدة المستفيدين من مناصب العمل تعمل الوكالة على تكوين عدد من الشباب لأجل الاستفادة من خبراتهم لدى مختلف المؤسسات الاقتصادية المتواجدة بالولاية ، وقد توّج هذا التوجّه بالتوقيع على اتفاقيتين ما بين الوكالة وكل من مؤسستي – صوميبار ببلدية بوقايد وصوفاكت بتيسمسيلت – 30 شاب عن الاولى هم في مرحلة التخرج و30 شاب عن الثانية أنهوا مرحلة التكوين وتم تثبيت 19 منهم في مناصب عمل دائمة ، والى ذلك تبقى – أوام تيسمسيلت – تستعرض محاور آفاقها المستقبلية الهادفة الى التقليص من ضغوطات سوق العمل وتسهيل ادماج الباحثين عن الشغل في الحياة العملية.