في اللغة العربية تُعَرّفُ الأسماء النكرة بإضافة الألف واللام، والحياة عرّفتنا عن أسماء نكرة معرّفة بقدراتها، بنضالاتها و بتميزها في مختلف المجالات المشبوهة كما عرفتنا أيضا بأنها أسماء صغيرة الحجم لا مجال لمقارنتها حتى بأبسط البسطاء الطيبين، وعرّفنا النضال بمناضلين نزهاء وآخرين انتهازيين، مناضلين لهم قرارات وآخرين لا شخصية لهم بل عندهم مقررون يملون عليهم ما يجب أن يقولوا. ما لم نعهده سابقا هو من نسميهم اليوم "أشباه النقابيين" الذين ظهروا للوجود، الذين يفعل بهم الفاعل فعلته فينصَبُهم تارة وتارة أخرى يرفعهم ليبقى ضميرا مستترا تقديره هو، وتعرب هي أسماءا مفعولا بها، كما تجرّ أحيانا بحرف فقط وتصبح مجرورة والعلامة على ملامحها، إلا أنها تحاول أن تظهر للعلن كأسماء مبتدأ، لا تتغيّر حركتها بل مسيرتها...، هكذا هي ، تستمد نفسها وقوتها من لقاء مع مسؤول بسيط يثني عليها بحكم المهنة لا أكثر، أو من عطف مراسل جريدة، يشير إليها بالاسم في مقالات لا يقرأها إلا أصحابها فيجمعون قصاصاتها ويتباهون بها أو من شطحات أمام عمال بسطاء أنهكهم البحث عن لقمة العيش، ويتحدثون عن "التخلاط" ومصطلحات لم تعد تستعمل في عصر الإستراتجيات النقابية، بل أصبح لا فرق لديهم بين العمل والعمل النقابي يجهلون حتى أبسط القوانين النقابية أو المهنية، عملهم يشبه عمل عصابة في غابة، ومن الحقيقة يخافون و يقلقلون فتجدهم يهددون متوعدين كأنهم الآمر الناهي، كل هذا في غياب الفاعل المرفوع . القصة طويلة وتفاصيلها ممّلة وقد نعتذر للقارئ لعدم نشرها أو الخوض فيها لأنها تحمل سقطات ومشاهد مضحكة أو ترقى إلى التفاهة أحيانا ولعل قائل "شر البلية ما يضحك "كان محقا بالتجربة حكيما ليس متحجرا، فالقصة مهزلة بأتم معنى الكلمة، فيها أسماء صغرت بتصرفاتها فأصبحت لا ترى بالعين المجردة، لا غاية لهذه الأشباه سوى أن تتكبر، في زمن الكبير كبير والصغير "منعرفوش" و... لم اعرف يوما أن الدول العظمى تقدمت بعديدها وتعدادها لاكتسابها "مفرقعات"، أو أن حق "الفيتو" كان من نصيب دولة كالشقيقة موريتانيا، وكما يعلم القاص والدان فألمانيا من أقوى دول العالم لأنها تعمل في حكمة و صمت، وبهذا أنصح من بدأ بالوقوف أن يتريث في المشي فالأمر غير ممكن بين عشية وضحاها، بل إني لأراه ساقطا مستعينا بيديه والرأس يتوسطهما، وهذه الوضعية غير مناسبة لمن يرى نفسه كبيرا إلا إذا كان متعودا عليها أو أنها رياضته المفضلة.