كما نعلم سلوك حضاري والإسلام هو القدوة لكل المجتمعات الإنسانية في تعليم النظافة والمحافظة عليها، قال تعالى: " إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ "، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود". والنظافة لا تقتصر على النظافة الشخصية فحسب بل تعم المكان أيضا من المنزل إلى المسجد إلى العمل إلى الحي بأكمله . فانطلاقا من هذا الحس والشعور بقيمة النظافة بادر سكان مدينة البيرين في الأيام الأخيرة بحملة تنظيف واسعة شملت مختلف أحياء المدينة على غرار باقي مدن الجزائر، المبادرة عرفت تنظيما محكما حسب برنامج مسطر من طرف رئيس دائرة البيرين الذي كان قد اجتمع برؤساء الأحياء وشرح لهم طريقة العمل كما سخر لهم عمال النظافة والمعدات اللازمة من وسائل نقل و آلات و جرافات ، كما استفاد كل حي من حصة معتبرة من الطلاء ومواد تنظيف . وقد شارك في تنظيف المدينة شباب من مختلف الأعمار، قاموا بإزالة أماكن تجمعات القمامة والنفايات المتراكمة في بعض الأماكن بالأحياء ، وفي حديث مع هؤلاء الشباب، قالوا أنهم وفي ظل تقصير الجهات المسؤولة عن النظافة، بادروا إلى هذا العمل لأنهم هم من يقطن بأحياء المدينة في نهاية الأمر وهم من يعاني من الوضع المتردي لقطاع النظافة به. العملية عرفت إقبالا وتجاوبا كبيرا من سكان المدينة التي افتقدت إلى هذه المظاهر الحضارية لمدة طويلة ، للإشارة فقد كان لرئيس الدائرة دورا هاما حيث شارك المواطنين هذه المبادرة بوقوفه الميداني ببعض الأحياء ، دون أن ننسى دور الأئمة في حث المواطنين على ضرورة المداومة على مثل هذه المبادرات التي تعكس سلوك المسلم ، حيث خصصوا خطبة الجمعة لهذا الموضوع.