رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس الجمهورية سيدي الرئيس بعد حمد الله تعالى والثناء عليه لشفاء سيادتكم ورجوعكم لمزاولة مهامكم في قيادة الأمة اسمحوا لي أن اطرح أمامكم قضية تؤرقني كثيرا وكثر فيها الحراك والمزايدات وهي قضية متقاعدي الجيش الوطني الشعبي حيث أن هذه الفئة أعطت ما لديها في إطار ما حدد لها وحملت الأمة وحمتها بكل ما أوتيت من قوة، لكنها اليوم في مد وجزر بين مختلف المصالح الوصية، فلا المعاشات سويت بطريقة عادلة ولا الجانب الاجتماعي نظم بطريقة مساوية للعاملين. فبعد مصادقة البرلمان بغرفتيه على قانون المعاشات ترك الأمر لكم سيادة الرئيس بصفتكم وزيرا للدفاع ومن فوضتموهم أهانوا هذه الشريحة وأجحفوا في حقها بترك فجوة وتباعد كبيرين (منحتي التقاعد والجريح) بين من تقاعد قبل أبريل 2011 ومن تقاعد بعده، فماذا قدم هؤلاء ولم يقدمه الآخرين كي يكون هذا الفارق؟ هذا في شق المعاشات أما من جانب الأمور الاجتماعية الأخرى فلا حج ولا عمرة ولا تخييم ولا منح دراسية، وكأن المتقاعد بمجرد تسريحه يسلخ سلخا نهائيا من جلده الذي هو الجيش الوطني الشعبي ويصبح غير مرغوب حتى في سماع اسمه . سيادة الرئيس إن هذه الفئة هي وجه الجيش في المجتمع المدني وإذا لم يتم التكفل بها ضمن إطار عادل وحافظ لكرامتها فإنها تكون عرضة لمساومات المغرضين وراكبي الأمواج الذين لا هم لهم إلا الوصول على حساب آلام المستضعفين وهذا ما يدركه أغلبية المتقاعدين وهو ما يوقفهم كذلك، ولكن الأمور تزداد تعقيدا لأن مستوى المعيشة يتغير يوميا وهم يلاحظون أنهم أصبحوا في مؤخرة سلسلة الأجور. إضافة إلى هذا وذاك كنا فرحين بالمنظمة الوطنية لمتقاعدي الجيش الوطني الشعبي على أنها تكون الإطار القانوني لطرح الانشغالات وهموم وتطلعات المتقاعدين وإضافة ايجابية للجماعات المحلية والمجتمع المدني وقناة اتصال بين المتقاعدين والوزارة ولكنها منذ جوان 2012 لم تتحرك وهي تراوح مكانها فهي حتى اليوم لا تملك نظاما داخليا ولم تأسس كل المكاتب الولائية والجهوية، ولم تنظم أية ملتقيات أو أيام دراسية وجل رؤساء المكاتب لا يعرفون بعضهم والسبب في ذلك أن مكتبها الوطني غير منسجم تماما وأعضاءه لا يداومون وغير مهتمين بالأمر وليس لديهم القدرة والشجاعة على العمل أو حتى الاستقالة وترك الأمر لمن لديهم الرغبة والإرادة في خدمة هذه الشريحة. حيث مضت سنة ونصف تقريبا ولم يجتمع المجلس الوطني للمنظمة وحتى المكتب الوطني لا يجتمع بصورة دورية ومكتملة كما هو محدد في القانون الأساسي. تخيل سيادة الرئيس أن المنظمة لا تتوفر على خط هاتفي ولا فاكس ولا بريد الكتروني فكيف يتم الاتصال؟ وكل المراسلات والاتصالات بالمكتب الوطني يقوم بها رؤساء المكاتب أو الأعضاء على حسابهم والمكاتب الولائية المنتخبة تتخبط وحيدة في مشاكل وهموم المتقاعدين وأغلبها ليس لديها مقرات وهذا ما جعل المتقاعدين في حالة عزوف من المنظمة . وعليه فإني ارجوا من سيادتكم بصفتكم أبونا وقائدنا أن تنقذوا هذه الفئة من مطب الانزلاق فهم جند الجزائر واحتياطها جاهزين معبأين متى احتاجتهم فلا تتركوهم في مهب الريح . وانتدبوا من تروهم صالحين وقادرين على إصلاح المنظمة وتوجيهها في الطريق السليم من أجل تسهيل حياة المتقاعدين وخدمة المصلحة العليا للبلاد. ولكم سيادة الرئيس واسع النظر . دمتم ذخرا للأمة وملاذا للمظلومين، المجد والخلود للشهداء الأبرار. عضو المجلس الوطني/ رئيس المكتب الولائي بالمسيلة