عندما دعانا أحد المواطنين لحضور ندوة صحفية يعلن فيها عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، همس زميل في أذني قائلا: "ماذا أصاب هذا الرجل"، وكأن الأخير ارتكب جريمة لا تغتفر أو فعل شيئا عجيبا. وبينما كنت أستمع إليه وهو يعرض برنامجه الانتخابي الذي لا يختلف عن برامج الحملات الانتخابية السابقة والقادمة، تذكرت عبارة كتبها الأستاذ بوعقبة "أن الجزائر تسير ببركة الأولياء الصالحين"، وتذكرت "برلمان الحفافات" الذي صنع ديكوره ممثلون وطبالون ومغنون وجميعهم عاثوا فيه "تنقازا" ومع ذلك سارت سفينة البلاد ببركة الأولياء الصالحين، لأنه لم يعد مهما أن يكون صديق الصندوق شاب مثقف أو رجل شاب شعره من تعاطي السياسة، لأن المطلوب هو أن تتوفر فيه مواصفات تتماشى مع سياسة من يمتلك مفاتيح جميع صناديق البلاد! ثم سألت نفسي ما الذي يحدث لو أصبح هذا الرجل رئيسا للجمهورية، ولعله يشعر بأن مكانته الاجتماعية تتجاوز مكانة أي شخص يحتمل ترشحه للرئاسيات القادمة، وربما له من المؤيدين ما "يحمر وجهه" يوم الانتخاب؟ وما الفرق بين رئيس لا سلطة له وبين نائب يشرع القوانين في الأحلام؟ فلماذا لا نترك الرجل يرشح نفسه ونحن نعلم أنه لا يوجد بيننا عمر ابن الخطاب!