الكل يعرف ببديهية التاريخ أن كل الثورات منذ خلقت الإنسانية لها آثار وخيمة لكل الأطراف ولو على الرابح فيهم، وذلك لما لها من خسائر مادية واقتصادية ونفسية واجتماعية بالإضافة إلى الأسرى والتي تعتبر نقطة ضعف لا يمكن التخلص منها إلا بمقايضة أو تنازلات لأنها تمس كرامة شعب وكيان بأكمله، ولهذا حبَب الإسلام حسن معاملتهم والرفع بهم متى أنزلتهم الإنسانية في غير الإسلام منزلا. ولعلنا كعارفين بأصول التاريخ والدين فإن الصراع العالمي بين الدول العظمى لا ينحصر إلا في بعدين اثنين كهدفين لا يضاهيهما هدف آخر: صراع الأديان وصراع البترول، فالأول نزاع تناسل بتداول الرسل وتنوع كتبهم السماوية وإن كانت تصدر من سراج واحد، والثاني كون البترول ثروة لا تنافسها ثروة أخرى لما لها من قوة اقتصادية فعالة استطاعت أن تخلق الفارق بين القوى في العالم بالإضافة أنها كانت مصدرا وسببا مباشرا لاستعمار الكثير من الدول، استعمارا بكل أنواعه. وفي موضوعي هذا سأركز على الصراع الديني لأننا نستطيع أن نقول أن الدين هو الأساس الذي بنيت عليه تاريخ الشعوب منذ خلقة سيدنا آدم وقد كان يوصيهم بالحفاظ على دينهم متى كانوا وأينما كانوا، ثم جاء العصيان وخرجت الناس عن الملة واتخذ الله تعالى من الرسل يدا لإعادة الناس لرشدها فخذله اليهود فكانوا أشد الأقوام عداوة للمرسلين، فقتلوهم ونكلوا بهم وساءوا سبيلا. العراق، بلاد الرافدين ومهد الحضارات وأم دجلة والفرات، البلد الذي عرف بتاريخه القوي والناجح، مهد الاختراعات والفكر والفلسفة والجمال، يكون أول الدول الإسلامية التي تسقط تحت وطأة الاستعمار الجديد، الاستعمار الأمريكي، الكل يجزم أن الاستعمار الأمريكي لم يكن إلا للحصول على الثروة البترولية والتمور والأراضي الزراعية وثروات أخرى لا تحصى، لكن هل هذا هو فحواه فعلا؟ ألم تستطع أمريكا بهيمنتها وسيطرتها أن تجعل من العراق مستعمرة دون جيوش؟ قطعا أن من أهم الأهداف التي سطرتها السلطة الأمريكية هي القضاء على الشخصية العراقية والتي نضجت بدخول الإسلام فازدان تاريخ الإسلام بها، الغيرة التاريخية والدينية تأكل أفئدة الأمريكيين، وإن قلنا أمريكا هذا يعني اليهود. لستُ أندب استنزاف الثروات بقدر ما أندب استنزاف الأجساد، نساء مسلمات يغتصبهن جنود أمريكيون، ألا تأخذنا الأنفة بأجساد مسلمات هن غير نساء العالمين أينما كن؟؟ لقد رأيتني في منامي أكتب هذا الموضوع وبنفس العنوان، وقد استفقت من النوم وأنا باكية، ثم عاودت رؤيته مرة أخرى وعندما قصصت منامي لأحد الأصدقاء قال لي: لماذا تذهلين؟ إن نتاج الثورات والحروب لا محالة الاغتصاب وعبر كل ربوع العالم وليس المسلمات فقط؟. هل جسد المرأة الشرقية بالله عليكم يشابه أجساد النساء عبر تراب العالم؟ هل حقا مستعمر الدول المسلمة وعبر التاريخ كله كان ينظر لجسد المرأة المسلمة على أنه جسد امتلكه لمجرد امتلك وطنه بحرب وبقوة؟؟ ألم يعني الإسلام لهؤلاء شيئا؟ ألا يحس الجندي الأمريكي وهو ينزل على جسد عراقية مسلمة لم يكن يحلم أن يجامعها في حلاله أنه يجامعها انتقاما من صلاح الدين الأيوبي ومن سيدنا عمر ومن الدين الإسلامي الذي حرم عليه مقاربتها لمجرد مصافحة يد فجعلها أفضل من رجال العالمين -يدينون بغير الإسلام طبعا- وسيدتهم؟ تقول إحصائيات سنة 2008 أن أكثر من عشرة آلاف عراقية أقحمت في السجون منذ دخول الغزو الأمريكي سنة 2003، برأيكم لماذا تسجن المرأة في عهد الاستعمار؟؟ إنني أجزم أنه حتى الأحداث التي قامت بين الشعب نفسه في تونس وليبيا وسوريا ومصر، استغلت فيها أجساد نسوتها فمنها من بيعت في أسواق عالمية ومنها من اغتصبت داخل وطنها، وليس يسوؤني إلا أن تباع أجسادنا في أسواق تريدنا لتصفية حسابات تاريخية ودينية بحتة، اللهم سلم أمتك مثلما ناديتها بالسلام والإسلام يا أرحم الراحمين ويا رب المستضعفين.