احتضنت الزاوية القادرية بمدينة مسعد السبت الماضي اجتماعا ضم عدد كبير من شيوخ الزوايا والأئمة وبعض الأعيان، وذلك للانخراط في مسار الصلح بين أبناء مدينة غرداية وتمهيد الطريق له، حيث قال شيخ الزاوية القادرية بمسعد "قن أحمد" أن ما جرى هو بداية فقط وأن الامر يستلزم الاتصال بكل ممثلي أهل غرداية والذهاب إليهم، وان ما حدث اليوم هو بداية فقط يمكن أن يتأسس عليها الصلح النهائي الذي لن يكون إلا بإشراف السلطات العليا للدولة. اللقاء هذا حضره النائب البرلماني السابق "بن دراح مصطفى"، والرحالة العالمي "أحمد بن عطاء الله الحرزلي"، وعضو حلقة العزابة ونائب رئيس جمعية العلماء المسلمين بولاية البليدة، الشيخ "أبي اسماعيل حجوجة الحاج"، كما حضره أيضا "الحساني لحسن" شيخ الزاوية القادرية بالجزائر وعموم افريقيا، والامام "بن مزوز محمد"، و"طاهيري المختار" شيخ الزاوية الطاهرية بالقاهرة، وعدة أئمة من مسعد منهم الشيح "بن ناجي غويني" والشيخ "سويسي مصطفى" عميد الأئمة السابق، الذي غالب مرضه ليشارك الشيوخ والأئمة للانخراط في صنع الصلح بين أبناء الوطن الواحد. الحضور يُقرون على أن ما جرى يمس بوحدة الوطن ويطالبون الدولة بالظرب بيد من حديد تطرق كل الحاضرون للصلح كأساس للعيش والتعايش الآمن بين الجميع وأن هناك مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع، لإرشاد الشباب خاصة وتوعيتهم بخطورة ما وقع، وما يمكن أن يقع لا قدر الله على مستقبل كل الجزائر وليس غرداية فقط. الشيخ "أبي اسماعيل حجوجة الحاج": عشنا عدة قرون في سلام ولا يوجد ما يفرقنا في غرداية قال الشيخ "أبي اسماعيل حجوجة الحاج"، أن كل سكان ولاية غرداية قد عاشوا في سلام ووئام لعدة قرون، وأن ما جرى امر مفتعل من اطراف يجب تحديدها بدقة ومعاقبتها، وأن كل سكان غرداية مسالمين، حيث دعى مصالح الدولة إلى الظرب بيد من حديد والظرب على المُلثمين الذين يعيثون فسادا دون رحمة، حيث قال في لحظة انفعال "اطلب من مصالح الدولة إطلاق الرصاص على كل حامل للسلاح حتى ولو كان إبني"، حيث قال أن الجميع عاش في محبة وسلام وان الجزائر ككل مستهدفة من خلال ما جرى في ولاية غرداية. الحضور يجمعون على أن الدولة يجب أن تظرب بيد من حديد قال كل من تكلم في هذا التجمع أن ما جرى قد آلم كل الجزائريين، وأن الأمر أصبح يتعلق بأمن الجزائر ككل، ولهذا فإن الصلح يجب أن يُفرض ولو بالقوة فلا مجال للتسامح هذه المرة، لأن الأمر أصبح متعلقا بسقوط عدة قتلى واستعمال للرصاص الحي وتخريب الممتلكات، فالأمر من الخطورة بحيث يجب أن تضع الدولة حدا لكل هذا باستعمالها للقوة دون رحمة ودون هوادة فمستقبل الوطن خطر أحمر للمتلاعبين به مثلما قال المتدخلون. الجميع يتفقون على عقد لقاءات أخرى، و السير مبدئيا في طريق الصلح اجمع كل الحاضرين ان ما تم هو خطوة أولى في الطريق إلى الصلح وأن الأمر لن يتم بين ليلة وضحاها، كما ذكروا أنه سيتم عقد عدة لقاءات ومبادرات يحضرها كبار الأئمة والشيوخ والأعيان من عدة ولايات في الوطن، حيث أكد الجميع أن الصلح في النهاية لن يتم إلا بحضور السلطات العليا للبلاد التي ستشرف على تطبيق بنوده بين أبناء غرداية. صوت الجلفة تستوضح رأي بعض مواطني مدينة مسعد مباشرة بعد ما جرى في الزاوية القادرية، استقصت صوت الجلفة رأي بعض المواطنين في مدينة مسعد حول المبادرة التي جرت في الزاوية القادرية، لأخد الخطوة الأولى نحو الصلح بين أبناء غرداية، وإن أبدى بعض من استجوبناهم عدم معرفتهم بها، غير أن الجميع رحب بالفكرة، حيث طالبوا بأن يشمل الصلح بعض ابناء مدينة مسعد من الذين اندفعوا دون أن يعوا تبعات ذلك، خاصة كما قال المتحدثون أن مدينة مسعد كمدينة ليست بحاجة للصلح لأن كل سكانها يعيشون في سلام وأن ما حدث مؤخرا لن يؤثر على استقرار المدينة فهي كما قال أحدهم المدينة التي لا يظلم فيها أحد.