يتفق سكان ولاية الجلفة، بأن هذا الصيف، يعتبر أثقل " ضيف " في تاريخهم، لكونه حمل معه أزمة تزود بمياه الشرب، لم تشهدها الولاية منذ 04 سنوات على الأقل، ليكون الخروج إلى الشارع وغلق الطرق وحرق العجلات المطاطية، هو التعبير الجاهز عن حالة التذمر والاستياء، وعن فشل الهيئات المعنية في إرواء ظمأ السكان. استفحلت جدا أزمة التزود بمياه الشرب بولاية الجلفة، منذ دخول فصل الصيف، حيث صنعت مظاهر العطش ومطاردة المياه الصالحة للشرب في البلديات الكبرى لولاية الجلفة واجهة الأحداث، ومن بلدية مسعد، إلى بلدية البيرين فحاسي بحبح مرورا بعين وسارة الحدودية فبلدية عاصمة الولاية، كان صراخ المواطن في واد وصمت الهيئات المعنية في واد آخر، ومعها ظلت الأزمة " المائية " قائمة منذ سنوات عديدة، لتزيد استفحالا مع كل صيف، ولعل هذا الصيف يعتبر استثناء في تاريخ الولاية، لكون أن أغلبية البلديات، تقاطعت في كونها عاشت ولا تزال تعيش أزمة التزود، بل أن الأزمة ضربت بلديات كحال فيض البطمة، كانت تعتبر " فيض من الماء "، ومع هذا الصيف انخفض منسوب مياهها، وعاشت الأزمة مثلها مثل بقية البلديات " العطشانة " منذ مدة، ويقول سكان من بلدية عاصمة الولاية، خاصة أحياء بوتريفيس والأفواج الأربعة عمارات بلبيض محمد والوئام، بأن أزمة التزود تفاقمت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، في ظل ارتفاع ثمن الصهاريج التي فرض أصحابها مبالغ خيالية دون حسيب أو رقيب، لتصل إلى غاية 1100 دينار، مع العلم بأن عاصمة الولاية، استفادت من مشروع للتزود بالمياه وصلت قيمته إلى حدود 200 مليار سنتيم قبل سنوات، وذلك انطلاقا من الأحواض المائية المتواجدة بمنطقة واد الصدر ببلدية عين الإبل على بعد 35 كلم، وهو المشروع الذي دشنه وزير الموارد المائية، وكانت السلطات الولائية في عهد الوالي السابق، قد بشرت السكان بأنه من خلال هذا الفتح المبين سيتم القضاء نهائيا على عطش المدينة وأن المياه ستزور الحنفيات على مدار 24 ساعة، ومع أن المشروع دخل حيز الخدمة إلا أن الأزمة المائية لا تزال قائمة ومشكل التزود لا يزال مطروحا بنفس الحدة السابقة ودليل ذلك هو خروج سكان حي بلبيض محمد وقطعهم للطريق المحاذي لهم وإشعال النار في العجلات المطاطية والسبب أن المشروع أضحى يضح " الريح " بدل المياه، و تحدثت مصادر متابعة، بأن المشروع لم يؤمن سوى 25 بالمائة من الاحتياجات، ليضل 75 بالمائة من السكان يعيشون نفس العطش و نفس الأزمة، على الرغم من عملية تجديد قنوات مياه الشرب قبل والتي زلزلت الشوارع والأرصفة وقطعت التزويد بالقنوات السابقة، ليدخل سكان حي بلبيض في أزمة تزود جديدة. البلديات الكبرى مثل عين وسارة وحاسي بحبح ومسعد، عاشت بدورها ولا تزال تعيش أزمة التزود بمياه الشرب، حيث تتلقى جريدة " البلاد " بشكل دوري ويومي اتصالات من العديد من السكان، مؤكدين على أن أزمة التزود بالمياه أدخلتهم في رحلة متواصلة لمطاردة مياه الشرب، لكونها قاطعت حنفياتهم منذ مدة، مشيرين إلى أن الوضعية أدت بهم إلى التحرك على مستوى المصالح المعنية في أكثر من مرة، إلا أن ذلك لم يجد نفعا، وتحدثت مصادر " البلاد " على أن بلدية البيرين الشمالية تعيش حالة إقتحان كبيرة في صفوف السكان بسبب أزمة العطش وتحدث السكان عن أن المستثمرين الفلاحين يتلقون كميات كبيرة من المياه فيما يعيش المواطن بالبيرين أزمة كبيرة، والثابت في الأخير، حسب إحصائيات غير رسمية، أن عدد الاحتجاجات والخروج إلى الشارع وغلق الطرق، على خلفية أزمة مياه الشرب في أربع أشهر الأخيرة، تجاوز عدد الاحتجاجات التي شهدتها الولاية في خلال العامين الماضيين، وهو ما يبين حجم التذمر والاستياء والضغط الذي عاشه ويعيشه سكان الولاية.