نظمت، أمس، مديرية الصحّة و السكان لولاية سطيف بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية المصادف ل 24 من شهر أكتوبر من كل سنة ، ملتقى وطني حول "الإنهيار العصبي و الإنتحار" في طبعته التاسعة و هذا بالتنسيق مع مؤسسة الطب العقلي الجزائرية حيث احتضن المعهد العالي لتكوين شبه الطبي لولاية سطيف أشغال هذا الملتقى الذي عرف مشاركة قياسية للأطباء من مختلف ولايات الوطن فاق عددهم 200 مشارك، من أطباء و مختصون في الأمراض النفسية و العصبية و شبه الطبيون من ولايات سطيف ، قسنطينة ، بجاية ، تيزي وزو ، البليدة و باتنة ، و قد نشط هذا الملتقى أساتذة و محاضرون في الطب العقلي من المستشفيات الجامعية من مختلف مناطق الوطن، و تناول عديد المحاور أهمها التعريف بالإنتحار و طرق التكفل بالذين يعانون من انهيارات عصبية. حيث أكد الدكتور صانة مراد رئيس مصلحة النشاطات الصحية بمديرية الصحة و المشرف على الملتقى أن الأسباب الرئيسية في الإنتحار هي نفسية بالدرجة الأولى إضافة إلى الأسباب الاجتماعية التي يعاني كل مقدم على الانتحار، و أكد أنه في حالة ظهور علامات الانهيار العصبي أو العقلي على شخص ما فهذا يعني بأن المصاب قد فقد الرغبة و الأمل في الحياة، و هي مؤشرات خطيرة تتطلب التدخل و المساعدة الطبية من أجل تفادي الوصول إلى إنتحار الشخص، مضيفا ذات المتحدث عن تسجيل 6 حالات إنتحار منذ تاريخ 1 جانفي إلى حد شهر أكتوبر عبر تراب ولاية سطيف، و هذه الحالات متمثلة في انتحار شاب واحد يتمتع بكامل قواه العقلية، أما خمسة حالات الأخرى فهي لأشخاص يعانون من اضطرابات و أمراض نفسية كانت نتيجة حدوث انهيارات عصبية حدثت لهم، و أضاف الدكتور صانة إلى ضرورة الإهتمام بالتكوين المستمر لفائدة الأطباء الممارسين و المختصين في المجال أهمية قصوى و إطلاعهم و بشكل دوري على المستجدات الحاصلة على المستويين الوطني و الدولي، ملحا على التحسين من نوعية مقياس البسيكولوجي من أجل دراسته في الجامعات الجزائرية لأن المشكل المطروح هو مشكل اتصال و تواصل بين الأفراد . من جهة أخرى أكد المشاركون في هذا الملتقى على ضرورة علاج حالات الانهيار العصبي و الكشف عنها باعتبار أنها تؤدي بالدرجة الأولى إلى الانتحار، لأن هذا الأخير سببه الرئيسي هو الاكتئاب النائج عن انهيار عصبي لم يتم التكفل بالمريض و علاجه بالطرق الطبية الصحيحة، في حين اعتبر جميع المشاركين في عديد تدخلاتهم أن أغلب حالات الانتحار المسجلة سواء على مستوى ولاية سطيف أو على المستوى الوطني أسبابها نفسية بحتة، مؤكدين على ضرورة التكثيف من اللقاءات التحسيسية التي يشارك فيها أصحاب الاختصاص و بإشراك المجتمع المدني بما في ذلك تلاميذ المؤسسات التربوية من أجل زرع ثقافة الاعتناء بصحة الطفل النفسية خاصة المراهق والأخذ بعين الاعتبار كل تصرفاته وأقواله وأفعاله لتفادي الانهيار العصبي و الانتحار الدخيل على المجتمع الجزائري .