احتضن، أمس، المعهد العالي للتكوين في شبه الطبي، لولاية سطيف، ملتقى حول ”الانهيار العصبي والانتحار”، الذي نظمته مديرية الصحة والسكان بالتنسيق مع مؤسسة الطب العقلي الجزائرية، وعرف مشاركة قياسية للأطباء من مختلف ولايات الوطن فاق عددهم 200 مشارك، من أطباء ومختصين في الأمراض النفسية والعصبية وشبه الطبيين من ولايات سطيف، وقسنطينة، وبجاية، وتيزي وزو، والبليدة وباتنة. وتحدث الأطباء المشاركون عن ظاهرة الانتحار وطرق التكفل بالذين يعانون من انهيارات عصبية، حيث أكد الدكتور صانة مراد رئيس مصلحة النشاطات الصحية بمديرية الصحة والمشرف على الملتقى أن الأسباب الرئيسية للانتحار هي نفسية بالدرجة الأولى، إضافة إلى الأسباب الاجتماعية التي يعانيها كل مقدم على الانتحار، وأكد أنه في حالة ظهور علامات الانهيار العصبي أو العقلي على شخص ما فهذا يعني بأن المصاب قد فقد الرغبة والأمل في الحياة، وهي مؤشرات خطيرة تتطلب التدخل والمساعدة الطبية من أجل تفادي الوصول إلى إنتحار الشخص. وأشار المتحدث ذاته إلى تسجيل 6 حالات انتحار منذ بداية السنة إلى حد شهر أكتوبر عبر تراب ولاية سطيف، وهذه الحالات متمثلة في انتحار شاب واحد يتمتع بكامل قواه العقلية، أما خمسة حالات الأخرى فهي لأشخاص يعانون من اضطرابات وأمراض نفسية كانت نتيجة حدوث انهيارات عصبية حدثت لهم. وشدد الدكتور صانة على ضرورة الاهتمام بالتكوين المستمر لفائدة الأطباء الممارسين والمختصين في المجال وإطلاعهم وبشكل دوري على المستجدات الحاصلة على المستويين الوطني والدولي، ملحا على تحسين نوعية مقياس السيكولوجيا من أجل دراسته في الجامعات الجزائرية لأن المشكل المطروح هو مشكل اتصال وتواصل بين الأفراد. من جهة أخرى، أكد المشاركون في هذا الملتقى على ضرورة علاج حالات الانهيار العصبي والكشف عنها باعتبار أنها تؤدي بالدرجة الأولى إلى الانتحار لأن هذا الأخير سببه الرئيسي هو الاكتئاب الناتج عن انهيار عصبي لم يتم التكفل بالمريض وعلاجه بالطرق الطبية الصحيحة، معتبرين في عديد تدخلاتهم أن أغلب حالات الانتحار المسجلة سواء على مستوى ولاية سطيف أو على المستوى الوطني أسبابها نفسية بحتة، مؤكدين على ضرورة التكثيف من اللقاءات التحسيسية التي يشارك فيها أصحاب الاختصاص وبإشراك المجتمع المدني بما في ذلك تلاميذ المؤسسات التربوية من أجل زرع ثقافة الاعتناء بصحة الطفل النفسية، خاصة المراهق والأخذ بعين الاعتبار كل تصرفاته وأقواله وأفعاله لتفادي الانهيار العصبي والانتحار الدخيل على المجتمع الجزائري.