استهجن الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي أحد كبار دعاة وعلماء دمشق الحملة الإعلامية الشرسة والتي تخطت حسبه كل الحدود المعقولة التي تقودها بعض الفضائيات المصرية بدعم ومساندة من أشباه الفنانين والمثقفين هي حملة قال بأنها مقصودة ومستهدفة من أطراف خفية لتمرير رسائل سياسية. فاروق رايس استنكر النابلسي كثيرا الهجمة المسعورة التي تتعرض لها الجزائري في الوقت الحالي، حكومة وشعبا وتاريخا، فيما حذر كثيرا في ذات السياق من هذا الأمر وخطورته على العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين وأن ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما بكثير، حيث لم يخف امتعاضه واستنكاره الشديدين لطعن هؤلاء في تاريخ ومقومات وثورة الجزائر التي اعتبرها الشعلة والرمز التي يفتخر بها كل عربي ومسلم خاصة المصريين التي كانت الجزائر قدوة بالنسبة لهم في حرب 73 موجها في ذات السياق رسالة إلى علماء ودعاة وعقلاء البلدين بالتدخل وتحمل مسؤولياتهما التاريخية والأخلاقية أمام مستقبل البلدين. الشيخ النابلسي الذي كان ضيفا للجزائر في العديد من المرات آخرها في مارس الفارط مكنته تلك الجولة بزيارة العديد من الولايات، وكان في كل مرة يحط الرحال بإحدى الولايات يعبر عن اندهاشه وتفاجئه الشديد لشدة تعلق الجزائريين بالعلم والعلماء حيث كان يصرح في كثير من الأحيان أنه لم ير طوال مشواره الدعوي الذي فاق أربعين عاما شعب مضياف وكريم وشهم كالشعب الجزائري. وفيما يخص أعماله المستقبلية أكد الشيخ أنه سيعرض أخر أعماله فيما يخص الإعجاز العلمي بالمؤتمر العاشر الذي تحتضنه اسطنبول في أفريل القادم، معبرا عن رغبته الكبيرة في زيارة الجزائر قريبا التي أحبها كما أحبته هي الأخرى في أقرب الأوقات موجها رسالته في الأخير إلى الجزائريين بضرورة التلاحم والتمسك بقيم المصالحة الوطنية التي أقرها الرئيس كونها السبيل الوحيد لعزة الأمة وكرامتها.