أضحت ظاهرة التسول في سطيف من بين أهم الظواهر المعقدة والمتشابكة نظرا لانقسام المتسولين إلى فئات يصعب عليك التفريق بينهم فهناك متسول محترف,ومتسول متسول, ومتسول ظرفي كل هؤلاء أصبحوا يزينون الشوارع الرئيسية في قلب مدينة سطيف. في كل يوم من أيام هذه الأيام بسطيف يضاف متسول إلى قائمة المتسولين ليحتل مكانا له أمام عين الفوارة,أو مسجد العتيق,محطة المسافرين أو أمام الأبواب الرئيسية لحديقة التسلية والتي تعتبر المتنفس الأكثر إقبالا للعائلات والضيوف وحتى السواح,لاحظنا هنا أن لكل منهم أسلوبه الخاص والأنسب للاسترزاق كما لكل منهم أداؤه المتميز لإقناع الناس حتى يمدوا أيديهم إلى جيوبهم لمقاسمتهم ما يوجد بحوزتهم من أموال,ونحن ندخل أحد الأكشاك المعروفة وسط المدينة تفاجآنا بوجود إحدى المتسولات بتحويل مبلغا من المال من النقود المعدنية أو “الصرف“ كما يطلق عندنا بالعامية إلى أوراق حيث أكد لنا صاحب هذا الكشك أن هذه المتسولة هي زبونة عنده منذ فترة لا باس بها حيث يقدر "المصروف" اليومي حسب المتحدث يوميا حوالي 5000 دينار وهذا المبلغ لا يتحصل عليه إلا رجال الأعمال والمستثمرين كما كشف أن هذه المتسولة لا باس بها من الناحية المادية وهي قادمة من منطقة صالح باي ولديها مبنى كبير بذات المنطقة وسيارة فاخرة وهي تنشط حاليا في أحد الاستثمارات الفلاحية. بطرق متنوعة وذكية في بعض الأحيان مرة بوصفات طبية,ومرة بوثائق هوية وأخرى بأوراق مكتوب عليها الوضع المأساوي للمتسول,وهذا دون نسيان استعمال الأطفال الصغار كوسيلة لاستعطاف الناس ولفت الانتباه كل هذه الطرق أبدع فيها المتسولون بسطيف من اجل تحقيق أكبر ربح ممكن وفي وقت قصير. الظاهرة تعرف تزايدا وانتشارا في أوقات الصيف والعطل الملاحظ في أن هذه تعرف انتشارا واسعا خاصة في فترة الصيف أين يزيد الإقبال على المدينة من طرف الضيوف والسواح حيث يمكن لك وببساطة وأنت تتجول ليلا بالمدينة أن ترى الحجم الكبير لهؤلاء المتسولين الذين يفترشون الزرابي والكارطون في أرصفة المدينة في منظر بعيد كل البعد عن القيمة الجمالية والسياحية للمدينة حيث أكد العشرات من المواطنين أن هذه الظاهرة أصبحت تشكل بحق نقطة سوداء في سطيف وضربة قاضية لمستوى الخدمات والسياحة في عاصمة الهضاب . السكان يطالبون الجهات المعنية بالتدخل وتحمل مسؤولياتها طالب العشرات من المواطنين الذين تكلمنا معهم من السلطات المعنية مواجهة هذه الظاهرة وتحمل مسؤولياتها حتى يمكن المحافظة على جمال ومكانة المدينة حيث عبروا لنا عن تخوفهم العميق من انتشارها في الآونة الأخيرة خاصة أن هؤلاء المتسولون هم غرباء عن المدينة ولا تربطهم أي صلة بالمنطقة,في حين أكدوا على ضرورة وجود ثقافة ووعي عند المواطن للتعامل مع هؤلاء بطريقة حضارية حتى يمكن لنا القضاء على هذا الظاهرة نهائيا.