نظم، أمس، النادي العلمي لولاية سطيف ملتقى وطنيا حول موضوع واقع الجريمة في المجتمع الجزائري، بعنوان "التشخيص واستراتيجية العلاج" بقاعة المحاضرات دار الثقافة الهواري بومدين بسطيف الملتقى حضرته مجموعة من الأساتذة والباحثين القانونيين والنفسانيين، على رأسهم الأستاذ الدكتور شرفي محمد الصغير، مدير مخبر علم النفس العيادي بجامعة فرحات عباس، إلى جانب الأستاذ الدكتور جابر نصر الدين بجامعة باتنة، والأستاذ الدكتور تعوينات علي، من جامعة الجزائر، كما حضر أساتذة من مختلف جامعات الوطن، منها جامعة عنابة، البليدة، الجزائر العاصمة وباتنة. وقد تمحورت مداخلات الحضور حول ظاهرة الإجرام في المجتمع الجزائري ومدى تفاقمها خلال السنوات الأخيرة. حيث أكد الدكتور شرفي على ضرورة تقديم مقاربات علمية دقيقة تسمح للسلطات المعنية بوضع إجراءات إيجابية للحد من الإجرام. كما عبر الدكتور مصطفى رحموني، رئيس النادي العلمي لولاية سطيف، عن أسفه للوضعية التي آلت إليها الأمور في جانب الجريمة، مبرزا الدور المنوط بكل القوى الفاعلة في المجتمع بداية من العائلة، المدرسة، المسجد، وصولا إلى المتخصصين في هذا المجال. وأشار ذات المتحدث إلى الجريمة الإلكترونية التي فرضت نفسها خلال هذه السنوات مع التطور التكنولوجي والانتشار الواسع لشبكة الانترنات، وتم عرض شريط وثائقي حول تطور الجريمة بأنواعها في المجتمع، حيث سجلت المصالح المختصة على مستوى ولاية سطيف أرقاما مخيفة في جميع أشكال الجريمة، وأحصت ارتفاعا في عدد الجنايات والجنح ضد الأشخاص، حيث تم تسجيل 1582 قضية سنة 2009، في حين لم تتجاوز 1429 قضية سنة 2008. أما قضايا الاعتداء على ممتلكات الغير، فسجلت المصالح المختصة ارتفاعا بلغ 40 قضية ما بين سنة 2008 ب371 قضية، في حين بلغت السنة الماضية 420 قضية. أما فيما يخص الآداب العامة، فتم تسجيل 111 قضية سنة 2009 مقابل 78 قضية سنة 2008. وتأتي قضايا الأمن العمومي 42 قضية سنة 2009، ناهيك عن القضايا الأخلاقية، حيث تورط 1945 شخص سنة 2009 في قضايا الدعارة، منهم 4809 رجل و371 امرأة، بارتفاع في عدد النساء المتورطات في قضايا الدعارة، حيث سجل سنة 2007 تورط 310 امرأة. كما سجلت المصالح القضائية تورط 420 قاصر في قضايا الإجرام. وعن أسباب الجريمة ودوافعها، اتفق الجميع على أن من الأسباب الرئيسية المخدرات والمسكرات، إلى جانب مجموعة من الدوافع الاجتماعية الأخرى كالإهمال الأسري والانهيار العصبي. والجدير بالذكر أن هذا الملتقى العلمي سيدوم إلى غاية 10 مارس الجاري.