شهدت دار الثقافة هواري بومدين ليلة الخميس الماضي فوضى كبيرة في كل المقاييس بعد أن برمج الديوان الوطني للثقافة والإعلام حفلا فنيا تحييه لأول مرة بالجزائر الفنانة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية "شريفة لونا" غير أن الأمور تطورت بشكل ملفت ما صعب من مهمة التحكم في الوضع وإنجاح هذا الحفل الفني الكبير. شهد الحفل إقبال قياسي وغير منتظر من قبل الجمهور لمشاهدة حفل الفنانة لونا نظرا لما تتميز به من أداء ورقص فني مميز جعلها تحتل في مرات كثيرة الصدارة في الدول الأوروبية من خلال حفلاتها الفنية، حيث بدأ إقبال الجمهور السطايفي على القاعة منذ الخامسة مساء كون أن انطلاق الحفل كان مبرمج في تمام السابعة، إلا أن الفوضى الكبيرة التي شهدها مدخل القاعة أدى إلى تأخير الحفل ساعتين كاملتين، حيث انطلق في تمام التاسعة ليلا والسبب راجع إلى عدم فتح أبواب القاعة بسبب التجمهر الكبير والقياسي للعائلات والجنس اللطيف الذي حضر بقوة إضافة إلى الشباب والمراهقين الذين لم يتمكنوا من الحصول على تذكرة الدخول والتي حددت ب 300 دج، ما أدى إلى انفلات الأوضاع حيث كثرت المعاكسات إضافة إلى حدوث بعض المشاجرات بين الحضور، في حين تم تسجيل محاولة سرقة وحيدة من طرف مراهق أراد أن يسرق هاتف إحدى الفتيات الحاضرات قبل أن يلذ بالفرار، ومع تواصل هذا الوضع تحول هذا التجمهر إلى مدرجات ملاعب حيث تعالت أصوات التشجيعات والأهازيج الخاصة بالفريق الوطني ووفاق سطيف في حين حظي حارس الوفاق "شاوشي" بالحظ الأكبر من الهتافات في مشهد رياضي مميز، وأمام هذا الوضع تم تدخل عناصر الشرطة التي كانت حاضرة بقوة وبحضور رئيس الأمن الولائي مستعملة بذلك الهراوات في مشهد لا نكاد نراه إلا في ملاعب كرة القدم عندنا، ما جعل غالبية العائلات المتواجدة تعود أدراجها مقاطعة بذلك الحفل الذي لم يكن في مستوى الفنانة "شريفة" والتي رغم تأخر الوقت إلا أنها أبدعت بطريقتها الخاصة إلى غاية ساعة متأخرة من الليل في استقطاب الجمهور والعائلات التي أصرت على الحضور بعد عودة النظام والهدوء.