الأستاذ خنينف عبد الوهاب ابن مدينة سطيف، صاحب 52 ربيعا، أب لأربعة أطفال و يعمل أستاذ بمتوسطة وسط مدينة سطيف. عشق منذ صباه الخط فقرر في سنة 1986 الانتقال إلى مصر لتعلم فنيات هذا الإبداع بالمدرسة العليا لتحسين الخط بالقاهرة. فاشتهر بكتاباته للآيات، الأحاديث و الحكم التي كان يوزعها على أصحابه و أحبابه. ليتحكم بعدها في قواعد مختلف أنواع الخطوط من بينها الخط الديواني، الرقعة، الفارسي أو الكوفي. الأمر الذي مكنه من إنجاز العديد من لوحاته الفنية النادرة. السيد عبد الوهاب و بعد وفاة والده تأثر كثيرا فأصبح مداوم على مطالعة مديح البردة، الذي أراد بعدها التألق فكتبه فيما بعد بخط يده، ليطبع منه خمسة آلاف نسخة التي لاقت استحسان جل قارئيها. الأمر الذي شجعه على كتابة القرآن الكريم. فكانت الانطلاقة عام 1997، حيث بدأ بتخطيط الصفحات الأولى، فقرر أن تكون البداية بتخطيط الزخارف المحيطة بالسور، هذه الأخيرة التي فضل أن تكون لكل سورة و زخرفتها الخاصة بها دون استنساخ. فكان الخطاط خنينف ينهي صفحتين على الأقل في اليوم لما يتطلب ذلك من دقة و إبداع في العمل، فاصطبر على هذه العملية مدة ثمان سنوات كاملة، لينجح بعدها هذا الفنان الموهوب في كتابة المصحف الكريم مع دعاء ختم القرآن، و كان ذلك في أوراق منفصلة التي بلغ عددها 604 ورقة كتبت بخط نسخ جزائري و برواية حفص مع مراعاته لكل الشروط و القواعد. فحقق الخطاط عبد الوهاب حلم حياته بإنجاز تحفة نادرة أتقنتها أنامل السيد عبد الوهاب خطا و زخرفة. الجدير بالذكر، أنه كان في كل مرة ينهي جزء يعرضه على الشيوخ و الأئمة لتصفحه و تصحيح الأخطاء، هذه الأخيرة التي كانت تكلفه – حسب عبد الوهاب- إعادة الصفحة بكاملها فبلغ به الأمر حد إعادة الصفحة الواحدة 10 مرات كون القرآن مبجل ومنزه عن التحريف. للإشارة، فإن اللمسة الأخيرة للقرآن الكريم الذي أبدع فيها الفنان الموهوب خنينف عبد الوهاب كانت ليلة 27 من شهر رمضان 1426 ه الموافق لسنة 2005. و هو الآن يحتفظ بهذه التحفة النادرة و يرغب في إعادة الكرة مع مصحف آخر بالخط المغاربي الذي اشتهرت به قديما.. فموهبة الخط التي اشتهر بها الفنان المبدع خنينف عبد الوهاب جعلته يتميز في هذا الميدان، كما أنه نظم معارض خاصة به بمدينة سطيف لعرض أبرز الزخارف و اللوحات الفنية التي تخطها أنامله.