عُرف السلق منذ القدم، وذكره العرب في آثارهم المكتوبة، فهم الذين نقلوا زراعته إلى أوروبا، ويقال أن الملك شارلمان الذي عاصر الخليفة هارون الرشيد، كان يحبه كثيراً، لذا أمر بزرعه في حدائقه. وقد روى الأطباء العرب عن السلق انه نوعان، أسود (لشدة خضرته) وأبيض، الأول يقبض الأمعاء، والثاني يلينها. وعصارة السلق وطبيخ ورقه ينفعان من تشقق الجلد، وداء الثعلبة، والكلف. ويفيد السلق في قلع الثآليل، وفي إنضاج الأورام والبواسير. أما ماؤه فيسكّن وجع الأذن، وينفع في قروح الأنف، ويساعد على إزالة قشرة الرأس. ويفيد بخلطه مع الخل والخردل في علاج أوجاع الكلى والمثانة وأمراض المعدة. ينمو نبات السلق برياً في البوادي في فصل الخريف الزخات الأولى من المطر، وكلما نزل المطر زاد السلق طولاً، ويقال أن الأبقار الهزيلة التي تأكل منه تزداد قوة، وهذا ما يوضح أهمية هذا النبات من الناحية الغذائية. وفي أيامنا هذه يزرع السلق في العديد من البلدان، ويستعمل بكثرة في سورية ولبنان وفلسطين. يتمتع السلق بالمواصفات الغذائية والشفائية الآتية: يحتوي على كمية عالية من الماء، من هنا أهميته في دفع العطش عن الجسم. - السلق فقير جداً بالسعرات الحرارية، لذا يوصى به بقوة لمتبعي أنظمة تخسيس الوزن. بالنسبة الى السكريات فهي شحيحة للغاية في السلق، والشيء نفسه يقال عن المواد الدسمة. - من جهة البروتينات، لا يحتوي السلق على كميات تفوق تلك التي نجدها في الخضراوات الأخرى. في السلق طائفة واسعة من الفيتامين يقف على رأسها الفيتامين أ، سي، ي، التي تلعب دوراً في حماية خلايا الجسم من الآثار المدمرة للجذور الكيماوية الحرة. ويتمتع السلق بغناه بالفيتامين ك، فتناول شوربة السلق يسمح بتأمين حوالى 30 في المئة من حاجة الشخص اليومية من هذا الفيتامين المهم جداً للجسم، فهو يساعد على تركيب سلاسل بروتينية يعتبر وجودها ضرورياً من أجل تأمين عملية تخثر الدم، كما يعرقل هذا الفيتامين عمل الخلايا الهادمة للعظم، ما يعني أنه يساهم في بناء العظام ويحول دون تعرضها لداء الهشاشة. السلق غني بالمعادن الأساسية للجسم مثل الحديد، والمغنيزيوم والكالسيوم والبوتاسيوم، والأخير نافع للمصابين بارتفاع ضغط الدم. كما يوجد في السلق معدن في غاية الأهمية هو المنغنيز الذي يدخل في تركيب أنزيم سوبر أوكسيد ديموستاز، الذي يقي الجسم من التأثيرات الضارة للجذور الكيماوية الحرة. يوجد في السلق كمية معتبرة من الألياف الغذائية التي تخفض مستوى الكوليسترول في الدم، وتسهل مهمة الأمعاء في التخلص من الفضلات الغذائية الأمر الذي يحول دون بقائها طويلاً في القولون، وهذا بالتالي ما يحول دون الإصابة بالإمساك. يحتوي السلق على مجموعتين من مضادات الأكسدة لهما مكانة كبيرة في تفويت الفرصة على الجذور الكيماوية الحرة وهما: البيتالينات والفلافونيدات. ولاحظ الباحثون ان البيتالينات تعمل على منع أكسدة الكوليسترول السيئ المتورط في إثارة الأمراض القلبية الوعائية، وربما تساهم في حماية الكريات الحمر من التعرض للشدة التأكسدية. أما الفلافونيدات فلها مزايا عدة من أهمها الوقاية من الأورام الخبيثة. تستعمل أوراق السلق الطرية في الأكل. ويستفاد من مغلي السلق في مكافحة الالتهابات البولية والبواسير والإمساك وبعض الأمراض الجلدية. ويحضر من أوراق السلق المطبوخة كمادات لعلاج القروح والحروق والخراجات والدمامل.