شددت الخرطوم أمس على رفضها القاطع لنشر قوات أممية عازلة على الحدود بين شمال وجنوب السودان، وسط دعوات لاتخاذ قرار سياسي وعسكري عاجل في هذا الصدد، وحذرت من ضغوط غربية تمهد لمشروع مبكر لتقسيم السودان، واتهمت الإدارة الأمريكية بتبني هذا الموقف بناء على طلب سلفاكير ميارديت رئيس الحركة الشعبية من وفد مجلس الأمن الذي زار البلاد الأسبوع الماضي . وفي حين ابدت اللجنة الدولية لمراقبة الاستفتاء قلقها من عدم التقدم في العملية بسبب “الأجواء المشحونة بصورة سلبية للغاية”، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على هامش مؤتمر السياسة العالمية في المغرب، إن “خيار الشعب في جنوب السودان سيحترم” . علنت الخرطوم رفضها القاطع لنشر قوات أممية عازلة علي الحدود بين الشمال والجنوب، معتبرة أنه جاء نتيجة ضغوط غربية تمهيداً لمشروع مبكر لتقسيم السودان، واتهمت الإدارة الأمريكية بتبني هذا الموقف بناء على طلب سلفاكير رئيس الحركة الشعبية لوفد مجلس الأمن . وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية المقدم الصوارمي خالد سعد، إن حديث مسؤول عمليات حفظ السلام فى الاممالمتحدة آلان لوروا حول نشر قوات أممية عازلة على الحدود بين الشمال والجنوب لا يعبر إلا عن جهل بمجريات الأحداث الحقيقية في السودان، أو تحرش يستهدف استقراره وسلامته . وأضاف أن القوات الأممية الموجودة في جنوب السودان لها تفويض محدد ليس من بينه الانتشار على الحدود، وإنما مراقبة تنفيذ الاتفاقية . واعتبر أن تصريحات المسؤول الدولي تصب في خانة تأزيم الموقف والتصعيد الذي يتزامن مع ترتيبات إجراء الاستفتاء، مشيراً إلى أنه ليس هناك ما يهدد أمن وسلامة المواطن الجنوبي بعد إعلان الرئيس عمر البشير تأمين الحكومة لسلامة وممتلكات المواطن الجنوبي في شمال البلاد أو جنوبها . وطالبت قيادات في حزب المؤتمر الوطني الحاكم باتخاذ قرار سياسي وعسكري عاجل للحد من أي اتجاه لنشر قوات عازلة بين الشمال والجنوب، وضرورة معرفة الحدود التي تقف عليها هذه القوات، والمهام الموكلة لها، وتحت أي فصل من الفصول، واعتبرت نشر قوات عازلة بأنه تهديد أمريكي مباشر للأمن القومي السوداني . وقالت وزيرة الدولة بالإعلام سناء حمد إن ما صدر من تصريحات حول نشر قوات عازلة نابع من ضغوط غربية، لا سيما أنه لم يتم الفراغ من ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب بعد . وأضافت أن هذا الاتجاه تبنته الإدارة الأمريكية بناء على طلب تقدم به الفريق سلفاكير رئيس الحركة الشعبية لوفد مجلس الأمن . واستبعدت الوزيرة موافقة مجلس الأمن على نشر هذه القوات من دون موافقة الحكومة، باعتبار أن السودان دولة ذات سيادة كاملة على أراضيها . من جانبها، اعتبرت هيئة الأحزاب والتنظيمات السياسية فكرة نشر قوات أممية عازلة بين الشمال والجنوب، بأنها تمهد لمشروع مبكر لتقسيم السودان . وكشفت عن مخطط دولي لاستبدال مسألة ترسيم الحدود المعروفة قانوناً والواردة في الدستور، بوضع قوات عسكرية على الشريط الحدودي بين الشمال والجنوب، دعماً لمزاعم الذين ينادون بعدم أهمية ترسيم الحدود قبل الاستفتاء . وطالب المنبر الوحدوي بفتح اتفاق نيفاشا من أجل تفادي شبح الانفصال وإفشال المخطط الرامي إلى إعادة استعمار السودان . واقترحت قيادات المنبر في مؤتمر صحافي أن يمنح بترول الجنوب للجنوب ويتم تناوب الرئاسة بين الشمال والجنوب، وأن يكون الجيش الشعبي جسماً أصيلاً في القوات المسلحة توكل إليه إدارة الأوضاع الأمنية في الجنوب . على صعيد آخر، لم تستبعد الشرطة وجود أنشطة قذرة لأجهزة مخابرات خارجية لخلق سيناريوهات لما يسمى بالفوضى الخلاقة . لكنها أكدت قدرتها على تأمين الاستفتاء، وأكد إمام التهامي الناطق الرسمي باسم الشرطة، جاهزية قواته بمختلف تكويناتها وكامل عتادها لتأمين عملية الاستفتاء . وقال: ليست لدينا أية معلومات تؤيد المخاوف بوجود عنف، ولكننا نتوقع أي شيء . إلى ذلك، قال بنيامين مكابا رئيس اللجنة الدولية لمراقبة الاستفتاء “نحن قلقون لعدم التقدم في جهات عدة ومنها عدم تسجيل الناخبين بينما لم يتبق إلا 86 يوماً، وكذلك عدم توفر الموارد المالية لمفوضية الاستفتاء وعدم وضوح الرؤية حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء” . وأضاف “ لقد لاحظنا أن الأجواء مشحونة بصورة سلبية للغاية، لا بد من تقليل لغة التصعيد وتهيئة الأجواء، ولا بد من ضمان سلامة وأمن الجنوبيين فى الشمال والشماليين فى الجنوب بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء”.