حورية عيشي للأسف الشديد أن سهرة اليوم كانت شديدة بالنسبة إلينا، فقد فقدنا أعز الفنانين وأقدرهم في الساحة الفنية الجزائرية،فالكل بكى كاتشو ولا نزال نبكيه فلا يمكن تعويض هذه الشخصية العظيمة المتواضعة،كانت لي معه موعد هنا في جميلة لكن مشيئة الله فضلت أن تقبض روحه...أما نحن حاولنا مواصلة رسالتنا النبيلة رغم حجم المصاب الجلل إلى أن الجماهير فهمت ذلك وتفاعلت معنا، أما عن مشاركتنا في جميلة فكانت مميزة واستطعنا أن نقدم برنامج يتناسب مع أذواق المجتمع الجزائري...وأتمنى أن أصعد كل سنة فوق هذه الخشبة الفريدة من نوعها في الجزائر بل في العالم كله. عبدو السكيكدي ماعسانا أن نقول سوى لله ما أعطى ولله ما أخذ،نقدم تعازينا الخالصة لأسرة كاتشو حبيب الجماهير والفنانين، قدم للجزائر أحسن الصور سواء داخل الوطن أو خارجه، ونحن لا نحتفظ له سوى بالذكريات الجميلة من حبه لأبناء بلده وغيرته على وحدة بلده وازدهارها...فبوفاته دخلت الأغنية الشاوية خصوصا والجزائرية عموما في حداد مفتوح نسأل الله أن يخفف علينا جميعا... قدمنا إلى جميلة ببرنامج منوع لكن الظروف حتمت علينا تغيرها بعض الشيء كي نعبر بطريقتنا الفنية عن ألمنا لفقدان عملاق نم عمالقة الأغنية الشاوية. عبد الرحمان جلطي كاتشو لم يمت بل يبقى خالدا في قلوبنا ويجرى مجرى الدم في عروقنا،ولا يمكننا سوى أن نرضى بقضاء الله وقدره، وندعو له بالرحمة وان يلهم عائلته وأبنائه الصبر والسلوان، فلا يمكن أن أصف حجم المصاب الجلل على نفسيتنا ومشاعرنا إلا بعد أيام لأنه في مخيلة الجميع لا يزال حيا...المهرجان رغم ما يميزه من أجواء باردة إلا أنه يبقى من بين المنابر التي يحلم الفنان في اعتلاء خشبتها فهي بالنسبة له دخول صارح إلى عالم الفن...والأجمل فيه هو احتضانه لتظاهرة القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية،فالجزائر عودت الجميع بإعطائها لدروس واضحة في التضامن البليغ مع أشقائنا في فلسطين الذين نتمنى أن يفك أسرهم ويخرجهم من غطرسة العدو الصهيوني. عبد القادر الجابوني حقيقة مهرجان جميلة يعتبر من أفضل الأدلة لبلوغ الفنان درجة معينة من الاحترافية والقبول لدى الجماهير الواسعة...إذ نحاول عن طريق عملنا الفني التأثير في المجتمع خاصة الشباب منهم دعوتهم إلى حب الوطن وحب خدمته وضرورة التحلي بالعقل والصبر في كل القرارات وذم كل أفكار اليأس والحرقة والانتحار التي لا تشكل حلا لأي مشكل...بالأمس فقدنا أعز الأصدقاء وأوفاهم بسبب طائش أوقعه الإنسان راجع إلى التهور في السياقة وعدم احترام قانون المرور كلفت قبل كاتشو وبعده فقدان الجزائر لخيرة أبنائه، فلا بد من الشروع بكل جدية في محاربة هذه الظواهر التي تنطلق من التربية في أول أسسها وهي العائلة. صالح العلمي هذه المهرجانات الكبيرة تزيد في الفنان الجزائري إحساسا بحبه لوطنه ولتقدير بلاده له ولمشواره الفني، نحن من جهتنا نعمل كل جهودنا للظهور دائما بالجديد الذي يخدم الأمة ويبنيها، خاصة في طيع الأغنية السطايفية التي تزخر بكم لا يستهان به من الكلمات الهادفة التي تعمل على تربية المجتمع خير التربية...ومن بين هؤلاء الذين عملوا على تقديم الفن الهادف للمجتمع الفقيد كاتشو الذي دوت صيحاته وصرخاته إلى بناء وحدة الأمة والدفاع عن تماسك المجتمع. الشاب خلاص أنا متأسف كثيرا لأنني لم أتمكن من مشاهدة رفيقي كاتشو نحو مثواه الأخير، إذ لم يبلغني الخبر إلى بعد عودتي إلى أرض الوطن بعد أن كنت في دورة فنية بالشقيقة تونس، و أنا كنت عرضة لحادث مرور قبل أشهر كاد أن يودي بحياتي رفقة رضا سيتي ساز...جئت إلى جميلة محملا بباقة أغاني موجهة إلى روح أخينا وعائلته التي ندعو لهم بالصبر...كما حاولنا تقديم لقدس وفلسطين أغنية نابعة من عمق التراث السطايفي دليلا على تمسكنا جميع بهذه الأرض المقدسة . هواري الدوفان سعيد جدا لكوني أشرفت على حفل اختتام الطبعة الخامسة من مهرجان جميلة العربي، ولا يمكنني أن أحصر شعوري عن هذا الحدث الذي مهما كان وزن الفنان وشهرته يبقى دائما مشتاقا لاعتلاء مثل هذه الخشبة، وأمام هذا الجمهور القادم من كل ربوع الوطن...غير أن العرس يبقى منقوص لبعض الحرارة وهو أمر طبيعي ..فقد فقدنا اسم كبير من الأسماء الفنية الجزائرية.