يعاني الكثير من مرضى السرطان بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، عناء المرض والسفر معا، من أجل تلقى العلاج الذي افتقرت إليه العديد من مستشفيات الولايات الأخرى. وبالرغم من تعدد الولايات التي قدموا منها، وأعمارهم المتراوحة بين كبير وصغير، واختلاف أماكن الإصابة إلا أن سبب قدومهم واحد وهو الخضوع للعلاج الكيميائي الذي غاب عن المستشفيات المجاورة لمقر سكناهم، لكن ورغم شدة الألم وطول مسافة السفر إلا أنهم يلجؤون إلى هذه المشفى لتلقي العلاج أملاً في الشفاء. لكن ما يؤرق هؤلاء المرضى هو غياب أماكن تستقبلهم ولو لفترات بسيطة بعد تلقي العلاج، خاصة وأن الأعراض الجانبية لهذا الدواء قد تنوعت، من دوار إلى غثيان وحتى عدم قدرة المريض على الحراك، وفوق ذلك يضطر أغلبهم إلى العودة إلى ديارهم لانعدام أماكن مخصصة لهم أو الذهاب إلى دور العجزة، وكذا محدودية دخلهم الذي يمنعهم من اللجوء إلى الفنادق أو غيرها، وهو ما لمسناه عند حديثنا مع مجموعة مرضى فمثلا السيدة ."ف، ن" التي قدمت من ولاية تيارت زوجها شيخ كبير والعائلة تعيش على مبلغ بسيط من تقاعده، وهي مجبرة على العودة بمجرد تلقيها للعلاج خاصة وأنه ليس لديها عائلة تستقبلها أو حتى وسيلة نقل مريحة تقلها، وهذا يتعبها أكثر، وآخرون أتوا من ولايات عدة كجيجل برج بوعريريج وباتنة... والمعاناة نفسها بالنسبة للجميع. وبذلك يبقى انشغال هؤلاء المرضى في كيفية التنقل أكبر من تفكيرهم في المرض الذي ينخر أجسامهم في حد ذاته، آملين من السلطات التخفيف من ألمهم بتخصيص أماكن تستضيفهم لفترات وجيزة تكون قريبة من مكان تلقي العلاج، أو بناء مراكز علاج السرطان في كل ولايات الوطن.