أصبح تحصيل الخبرة المهنية الشغل الشاغل لفاقديها من طالبي العمل الذين اعتبروها حجر عثرة يقف في وجههم، كونها أصبحت في شتى المجالات المطلب الرئيسي لأرباب العمل، هؤلاء الذين تناسوا أنه بإمكان فاقد الخبرة المهنية أن يأتي بأفكار مذهلة وأن يصل إلى درجات من التفوق يعجز صاحب الكفاءة الإتيان بها أو الوصول إليها، بالإضافة إلى أن اشتراط الخبرة المهنية من قبل أرباب العمل يحط من معنويات الشباب ويقضي على آمالهم وطموحاتهم. يستاء العديد من طالبي العمل من اشتراط الخبرة المهنية في معظم عروض العمل المقدمة سواء من طرف المؤسسات الوطنية العمومية أو الخاصة، فناهيك عن بقية الوثائق الروتينية فقد أصبح توفر الخبرة المهنية في طالب العمل شرطا أساسيا للالتحاق بالوظيفة لدى معظم أصحاب العمل، هذا الشرط الذي وصفه كثيرون بالتعجيزي لأنه يحول دون استفادتهم من مناصب عمل. لا عمل بدون خبرة.. لا خبرة بدون عمل أبدى معظم الراغبين في الحصول على عمل امتعاضهم الشديد كون أن الخبرة المهنية أصبحت المطلب الرئيسي لدى أغلبية أرباب العمل، والتي باتت عائقا يقف في طريق تحقيق أهدافهم، وفي هذا الصدد تتحدث خلود. ز المتحصلة على شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها، شهادتين في الصحافة الأولى تخصص صحافة مكتوبة والثانية تخصص صحافة سمعية بصرية، بالإضافة إلى شهادة في الإعلام الآلي، تتحدث وفي صوتها نبرة أسف (أملك أربع شهادات دراسية لكني لحد الآن لم أحظ بوظيفة لأني لا أملك الخبرة المهنية المطلوبة، ولكن من أين لي بهذه الخبرة إذا لم تمنح لي ولو فرصة عمل واحدة). افتقاد الخبرة المهنية... طريق للبطالة يرى معظم البطالين أن إصرار أرباب العمل على توفر الخبرة المهنية في طالب العمل يساهم لا محالة في انتشار البطالة، هذا في الوقت الذي تسعى فيه الدولة جاهدة للحد من تفاقم نسبة البطالة في البلاد، ف(أحلام.د) المتحصلة على شهادة في العلوم السياسية وشهادة في اللغة الإنجليزية تتساءل فتقول(كيف سيتم القضاء على البطالة في ظل هذه الشروط التعجيزية التي تعرقل التوظيف؟). وفي السياق ذاته، يقول إسلام. خريج المدرسة العليا للتجارة والمتحصل على شهادة في اللغة الفرنسية أن عدم امتلاك معظم طالبي العمل لشهادة الخبرة المهنية يؤدي إلى رفضهم من قبل أرباب العمل وبالتالي إلى البطالة التي تجعل صاحبها عبئا وعالة على غيره، وفي كثير من الأحيان تدفع به إلى عالم الانحراف، كما ختم إسلام قوله بذكر قول الخليفة عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- (ن الله خلق الأيدي لتعمل فإن لم تجد في الطاعة عملا وجدت في المعصية أعمالا). المحسوبية.. أكبر "خبرة" وما يزيد الطينة بلة على حد قول كل من خلود، أحلام وإسلام أنه توجد وظائف عديدة لا تتطلب الخبرة المهنية إلا أنه يصعب الظفر بإحداها لأن المحسوبية أي المعرفة تطغى عليها بصورة كبيرة جدا، فمعظم أرباب العمل يسعون إلى تخصيص معارفهم من أصدقاء وأحباب بالوظائف والترقيات دون سواهم من أصحاب الكفاءات. في حين يوجد من بين البطالين الذين أًقفلت الأبواب في أوجههم وحالت بينهم وبين آمالهم في العمل العقبات من يعزف عن الكلام حيال الموضوع لأن حسب رأيه أن للصمت أحيانا قدرة فائقة على التعبير عما تعجز الكلمات واللسان عن توضيحه. ويبقى شرط الخبرة المهنية هاجسا يعكر صفو حياة طالبي العمل، ومنه ناشد كل من خلود، أحلام وإسلام كغيرهم من البطالين الذين يودون تطليق البطالة أرباب العمل بالحد من طلباتهم التعجيزية ليسهل على كل راغب في العمل الظفر بوظيفة يستند عليها في حياته هذا من جهة، وللمساهمة في تقليص نسبة البطالة من جهة أخرى.