بمناسبة الذكرى الثالثة لوفاة الشيخ الناصر بن محمد المرموري رحمه اللّه، تنظّم إدارة أفواج الجابرية للكشّافة الإسلامية الجزائرية لبلدية الفرارة ولاية غرداية برنامجها الدوري منتدى الجابرية في حلقته 17، والذي يُنتظر أن يكون تحت رعاية وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد اللّه غلام اللّه. الحلقة تقام تحت عنوان الفكر الوسطي عند الشيخ الناصر المرموري رحمه اللّه يلقيها الدكتور أبوبكر صالح بن عبد اللّه، وذلك يوم 10 ماي 2014 بمعهد الحياة. يذكر أن الشيخ الناصر بن محمد المرموري مِن مواليد بلدية الفرارة ولاية غرداية، في 01 رجب 1345ه الموافق ل 07 جانفي 1927، تلقّى مبادئ التعليم الابتدائي في مسقط رأسه بمدرسة الحياة، وفي سنة 1942 استظهر كتاب اللّه العزيز ثمّ التحق بمعهد الحياة فتلقّى تعليمه على يد جملة من الأساتذة وبخاصّة المعلّمين الفذّين الشيخ بيّوض والشيخ عدون رحمهما اللّه، ولم يتلقّ شيئًا من العلم عن غيرهم إلاَّ من عصاميته التي سوّدته علما بين الأعلام وعلّمته الكرّ والإقدام، في 1 أكتوبر سنة 1947رشّحه شيخه الشيخ بيّوض رحمه اللّه للتدريس في معهد الحياة، واستمرّ في تحمّل هذه الرسالة النبيلة والشاقّة إلى يوم وفاته طيلة 65 سنة كاملة، فكان بذلك أقدم أستاذ في معهد الحياة، وفي سنة 1962 انتدبه الشيح بيّوض لرئاسة البعثة العلمية العمانية في القاهرة التي استمرّت ثلاث سنوات عاد بعدها إلى رحاب معهد الحياة ليواصل رسالته مع ثلّة مباركة من الأساتذة، وفي سنة 1971 انضمّ إلى حلقة العزّابة في الفرارة فكان مثالا للنشاط والتضحية والقيام بأعظم أعباء المسجد الجسام وأجلِّها، مسؤولية الوعظ والتوجيه الإرشاد. في سنة 1979 عيّن الشيخ بيّوض رحمه اللّه الشيخ الناصر بن محمد المرموري خلفا له على منبر الوعظ في المسجد فقام به أحسن قيام، عمَّر بصوته الشجي كلّ ناد وغمر بنصحه النديِّ كلّ واد، وفي سنة 2004 عيِّن شيخا لحلقة العزّابة ورئيسا لها بعد وفاة الشيخ عدون باعتباره أعلم وأفقه عضو فيها. ويعتبر الشيخ الناصر بن محمد المرموري عضوا حيويا في مجلس (عمِّي سعيد) الهيئة الدينية العليا المشرفة على مساجد الإباضية في وادي ميزاب ووارجلان، مرجع من مراجع الإفتاء في الفرارة ووادي ميزاب والجزائر والعالم الإسلامي، كما يعتبر شيخا لندوة الشيخ عبد الرحمن البكري وعمدة الفتوى فيها بعد وفاة مؤسسها 1986م. وللشيخ الناصر المرموري عدّة مشاركات في عدّة ملتقيات علمية، محلّية ووطنية ودولية، وهو حريص أيضا على متابعة العمرة والحجّ وربما قاربت حجّاته الأربعين حجّة، وكان المرشد الديني لبعثات الحجِّ. توفي الشيخ الناصر بن محمد المرموري متأثّرا بوعكة صحّية في مسقط رأسه الفرارة يوم الأحد 12 جمادى الثانية 1432ه/15 ماي 2011م، وشيّعت جنازته مساء اليوم الموالي بالمسجد الكبير في حفل جنائزي مهيب، بحضور السلطات الرّسمية وزملاء الفقيد ممّن عاشروه طوال حياته العلمية والتعليمية ووفود من كلّ جهات الوطن وخارجه، إلى جانب الآلاف من سكان الفرارة ووادي ميزاب ودفن في مقبرة الحاج محمد المؤذّن.