يواجه سكان الحي الدبلوماسي بدرقانة ببلدية برج الكيفان، وضعية مزرية للغاية بسبب سكناتهم المتدهورة والهشة التي تعود لأزيد من 26 سنة والتي أضحت تتآكل بشكل ملفت للانتباه كونها بيوت شبه جاهزة وسبق للسلطات المحلية والولائية بقطع وعود بإعادة ترحيلهم لفترة وجيزة إلى سكنات لائقة، إلا أن ذلك مجرد وعود زائفة ولم تتلق تلك العائلات المرحلة أية التفاتة، وحسب تعبيرهم كانت آمالهم معلقة بعد برنامج رئيس الجمهورية الصادر بالقضاء على البيوت الهشة والجاهزة، إلا أنه لحد كتابة هذه الأسطر بقيت مجرد شعارات لتهدئة الأوضاع سيما بعد الاحتجاجات المتكررة منددة على إثرها بالوضعية الكارثية التي آلت إليها سكناتهم. مليكة حراث تحدث بعض السكان المستقدمين من عدة أحياء إلى درقانة على غرار بلكور والقصبة والحامة، أثناء فترة الثمانينات بعد تعرض منازلها للسقوط والتي أقدمت السلطات الولائية على ترحيلهم سيما القادمين من القصبة بعد سقوط نزل القصبة، حيث منحت هذه الأخيرة للسكان شقق شبه جاهزة على أمل إعادة ترحيلهم إلى سكنات أخرى بعد انتهاء الفترة الافتراضية لبنايات وهياكل هذه العمارات التي لا تتعدى فترة تشغيلها أكثر من 20 سنة إلا أنها مرت عقود بأكملها دون جديد. وأبدى السكان امتعاضهم الشديد جراء تشغيلهم هذه السكنات غير اللائقة التي باتت تهدد حياتهم الصحية نتيجة الأمراض المتعددة، ففي الوقت الذي تتشكل فيه الأرضيات والأسقف من مادة الإسمنت العادي فإن الجدران تشغل المكان وتتكون من مادة الأميونت المحظورة، وأضاف محدثنا أن الجدران بدأت تتناثر داخل المنازل بسبب مادة القطن المحشوة داخل الجدران والتي أصبحت متنفسا ويستنشقه السكان خاصة الرّضع والأطفال. وحسب السكان أن معظم القاطنين بذات الحي مصابين بأمراض متنوعة الناجمة عن هذا النوع من البنايات كالربو والحساسية وخاصة السرطان نظرا لدرجة الإهتراء والقدم الواضح عليها، حيث يجمع السكان على تآكل الجدران وسقوط أجزاء كبيرة منها وإهتراء الأسقف نتيجة التسربات المتواصلة لمياه الأمطار والمياه المستعملة عبرها فضلا عن شدة البرودة داخلها في فصل الشتاء وشدة الحرارة في فصل الصيف. وفيما يؤكد السكان أن زلزال 2003 ألحق أضرارا كبيرة بالشقق إلى درجة تحول بعض الجدران الفاصلة بين الغرف من مكانها وتطاير البلاط من أماكنه، فإن بعض السكان خاصة ممن اشتروا منازلهم وسدّدوا كافة مستحقاتها للجهات الوصية وهم في انتظار الحصول على عقود الملكية، يطالبون بإيجاد حلول تقنية مبنية على أسس علمية تسمح لهم بتحويل الجدران الجاهزة إلى جدران عادية مصنوعة من الإسمنت ويتلقوا بالمقابل تطمينات بعدم تأثيرها على أساسات العمارات وعلى حياة القاطنين بها. وعبر صفحاتنا يرفع هؤلاء السكان مطالبهم للسلطات المحلية والولائية بالتعجيل في ترحيلهم لإنقاذ أرواحهم من الموت الذي يتربص بهم أو منحهم عقود ملكية وإعطائهم الضوء الأخضر للشروع في تجديد منازلهم بصفة نهائية وعادية والاستقرار في سكنات ملائمة كباقي المواطنين الجزائريين.