تضاعفت في الآونة الأخيرة الأمراض الجلدية بشكل يدعو إلى دق ناقوس الخطر، وكانت فئة الأطفال دون العاشرة وكذا المسنين أول الضحايا الذين وقعوا فريسة سهلة لمثل هذه العلل، التي يبدو أن نقص المناعة والرعاية الصحية وتدهور الظروف المعيشية كانت من أهم الأسباب التي وقفت وراء ارتفاع هذه الأمراض الجرثومية، وفي بعض الحالات تجد عائلات المرضى صعوبة كبيرة في التأقلم مع هذه الأمراض التي تحتاج الرعاية الصحية الشديدة واليومية وكذا الأدوية والاحتياجات الخاصة، والفقر هو أكبر عقبة في رحلة العلاج لدى بعض المرضى وعائلاتهم التي تجد نفسها واقعة بين نارين لا سبيل للخلاص منهما، فالمرض والفقر إذا اجتمعا في بيت واحد، فإن الصبر لن يقوى على المواجهة. (عبد الرحمان) هو عينة من هذه الفئات المحرومة، فهذا الطفل الذي مضى من عمره 10 سنوات، وجد نفسه وهو في ريعان الطفولة محاصرا بالمرض، وبأعراض غريبة شوهت طفولته وحرمته من إكمال أحلامه العادية. فهذا الطفل عانى منذ ولادته من مرض جلدي نادر ومزمن، حيث بدأت فقاعات حمراء تكسو كل جلده وأسفل قدميه، ثم تتطور في مراحل شيئا فشيئا، حتى تصبح التهابات حادة جدا...خلال ظهور أولى الأعراض الغريبة على (عبد الرحمان) توجه به والده إلى طبيب مختص من أجل تشخيص حالته وإيجاد الحل المناسب لها، لكن الطبيب أكد له استحالة شفاء ابنه من هذا المرض باعتباره مرضا نادرا ومزمنا في الوقت ذاته، وكل ما يتوجب فعله هو اتباع مجموعة من التدابير الوقائية لتفادي تفاقم حالة (عبد الرحمان) كأن يقتني ألبسة قطنية 100، ويغتسل يوميا بصابون خاص بتفادي التقرحات الجلدية، مثل صابون (ديتول) أو (لايف بوي). حال الفقر دون تمكن عائلة هذا الطفل من التكفل باحتياجاته الطبية اليومية، فهو يعتمد على الحفاظات يوميا، فقد أكد له الطبيب ضرورة اقتناء حفاظات من النوع الرفيع لتفادي الالتهابات ممكنة الحدوث على مستوى المنطقة الحساسة، كما وصف له الطبيب دواء يتناوله مدى الحياة ضمانا لاستقرار حالته، رغم المعاناة التي يتكبدها يوميا، في حياته الدراسية خاصة، والذي أثر أيما تأثير على نفسيته، بسبب اشمئزاز زملائه من مرضه، ما جعل مردوده يتراجع وحالته النفسية تتأزم... وعليه فإن والد (عبد الرحمان)، وبعد أن أنهكته المصاريف اليومية وكلفة الدواء الغالية التي تفوق 2000 دج، إضافة إلى كلفة الحفاظات وباقي المستلزمات الأخرى من ألبسة قطنية وصابون ومراهم..إلى غيرها، لم يجد أمامه إلا أن يطرق أبواب الجريدة من أجل تقديم ندائه العاجل الخاص بتوفير هذه الحاجيات العاجلة لابنه المريض الذي يحلم باستعادة حياته العادية مع أترابه في مدرسته.