إخفاق "اتّصالات الجزائر" في إصلاح الوضع يتحوّل إلى فضيحة هل تعرف السيّدة فاطمة الزهراء دردوري، وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتّصال، حقيقة ما يجري في قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتّصال؟! سؤال بات يُطرح بشدّة وإلحاح كبيرين من طرف أفراد وموظّفي مئات العائلات المحرومة من خدمتي الهاتف الثابت والأنترنت منذ أكثر من أسبوع بأيّامه ولياليه وساعاته ودقائقه، رغم تواجدها في الجزائر العاصمة على بُعد كيلومترات قليلة من مقرّ وزارة السيّدة دردوري. دردوري التي تتحدّث بكثير من الفخر عن إطلاق الجيل الرّابع للهاتف الثابت منذ الفاتح ماي الماضي، تبدو في موقع المغضوب عليه رفقة ما يسمّى بشركة (اتّصالا الجزائر) من طرف عدد كبير من المواطنين المقيمين والموظّفين في الجزائر العاصمة، لا سيّما منطقة فاريدي 2 بالقبّة وبعض أحياء بئر خادم الذين وجدوا أنفسهم منذ أمسية الثلاثاء الفارط، 20 ماي، دون خدمة هاتف ثابت ودون ربط بشبكة الأنترنت نتيجة حادثة سرقة تعرّضت لها كوابل خاصّة ب (اتّصالات الجزائر) التي مازالت عاجزة بعد انقضاء أسبوع كامل عن إصلاح الوضع وهي التي لا تتردّد لحظة واحدة في قطع الخدمة عن المشتركين المتأخّرين عن سداد فواتيرهم. شركة (اتّصالات الجزائر) التي تحوّلت بفعل رداءة خدماتها، ولا احترافية كثير من موظّفيها إلى (انفصالات الجزائر) حينا و(انقطاعات الجزائر) حينا آخر تتصرّف بسرعة حين يتعلّق الأمر بقرار قطع الخدمة عن مشترك، لكن حين يتعلّق الأمر بإعادة الخدمة إليه يجد المشترك نفسه مطالبا بالتحلّي بصبر شديد، علما بأن المؤسسة المذكورة لا تكلّف نفسها عناء الاعتذار لزبائنها أو تعويضهم عن خسائرهم، حيث أن الأيّام التي تكون خلالها الخدمة غير متوفّرة لهم تُحسب في زمن اشتراكهم، وتلك طامة أخرى على السيّدة دردوري الالتفات إليها لإصلاح ما يمكن إصلاحه ولو أن الطامة الأكبر هي (الإخفاق الفضيحة) ل (اتّصالات الجزائر) في إصلاح الوضع بعد مرور أسبوع كامل. حيث قالت بعض المصادر إن (خبراء) و(عباقرة) الشركة وجدوا أنفسهم في حيرة شديدة في التعامل مع الوضع، وربما استدعى الأمر الاستعانة بخبرة أجنبية لإنقاذ الشركة (المحترفة جدّا) من هذه الورطة التي تحوّلت إلى فضيحة ووصمة عار في جبين واحدة من أكبر المؤسسات العمومية في الجزائر، ويتحدّثون بعدها عن لحاق الجزائر بركب البلدان المتطوّرة تكنولوجيا. للإشارة، فقد تعرّضت كوابل هاتفية خاصّة بمؤسسة (اتّصالات الجزائر) بمنطقتي بئر خادم وبئر مراد رايس في الجزائر العاصمة للسرقة منذ أزيد من أسبوع، وقد تسبّبت هذه الحادثة في اضطرابات وانقطاعات في خدمة الأنترنت، حيث تعطّلت العديد من الخدمات التي تعتمد على استعمال الهاتف والأنترنت. ونتيجة لهذه السرقة وتماطل (اتّصالات الجزائر) في استدراك الوضع وجدت آلاف العائلات وعشرات المؤسسات المتواجدة في العديد من بلديات العاصمة أنفسها بلا أنترنت، حدث ذلك بعد أن استطاعت بعض العصابات التسلّل في وضح النّهار والاستيلاء على الكوابل، موقعة (شللا تكنولوجيا) تامّا في المنطقة. وحسب ما علمته (أخبار اليوم) من بعض المصادر فقد تمّت سرقة الكوابل من قِبل أشخاص مجهولي الهوِية قدِموا على متن سيّارة شبيهة بسيّارة (آلجيري تيليكوم) وقاموا بانتزاع ما يقارب ال 600 متر من الكوابل دون أن يتصدّى لهم أحد. وعبّر العديد من الموظّفين الذين يشتغلون في مؤسّسات تتواجد في هذه المناطق عن تذمّرهم واستيائهم الشديدين من هذه الحالة، حيث تراكمت عليهم أعمالهم بسبب هذا الشلل، وقد اضطرّوا إلى الاستنجاد بمقاهي أنترنت ليست قريبة من مقرّات عملهم، والمشكل الأخطر -حسبهم- أن الأمر قد يستمرّ فترة ليست بالقصيرة، خصوصا في ظلّ حالة الرداءة في التسيير التي تشهدها معظم وكالات مؤسسة (اتّصالات الجزائر).