نفّذت قوات أردنية وإماراتية في محافظة الزرقاء شرقي العاصمة عمان، تمرينا على التعامل مع تهديدات الأسلحة الكيمياوية وغير التقليدية في إطار تمرينات (الأسد المتأهّب) التي انطلقت الأسبوع الماضي بمشاركة 22 دولة عربية وأجنبية. يحاكي التمرين هجوما إرهابيا بالأسلحة الكيمياوية على مخيّم، ما يؤديّ إلى وقوع قتلى وإصابات بصفوف المدنيين، قبل أن تهرع الأجهزة المختصة بالتعامل مع هذا النوع من الأسلحة، للتعامل مع الهجوم وإنقاذ المواطنين وتطهير المنطقة من السموم. وشارك في التمرين فرق الاستجابة السريعة في القوات المسلّحة الأردنية المختصّة بالتعامل مع التهديدات ووحدات مختصّة بالتعامل مع المتفجرات، بالإضافة إلى قوات الدرك (الشرطة) والدفاع المدني ومؤسسات مجتمع مدنية وبمشاركة قوات الدفاع الكيميائي التابعة للقوات المسلّحة الإماراتية. وفي ردّه على سؤال حول علاقة التمرين بالتهديدات التي تواجهها المنطقة جراء امتلاك النظام السوري للسلاح الكيمياوي، قال العميد فهد الضامن، المتحدث باسم تمرين (الأسد المتأهّب) إنه (لا علاقة لما يدور حول الأردن بهذا التمرين). وفي تصريح أوضح (الضامن)أن (هذه التمرينات غير مرتبطة بما يدور في المنطقة)، وأشار إلى أن أحد أهدافها الأساسية التعامل مع أي تسريب كيمياوي من أيّ مصنع في البلاد. ومنذ اندلاع الأزمة السورية يخشى الأردنيون أن يطال بلادهم أيّ ضرر حال استخدم النّظام السوري سلاحا كيميائيا للدفاع عن نفسه، لا سيّما مع الحديث الذي تردّد الصيف الماضي عن ضربة عسكرية غربية للنّظام السوري عبر الأراضي الأردنية. وبعد تهديد الولايات المتّحدة بشنّ هجوم عسكري ضد النّظام السوري على خلفية اتّهامه بارتكاب الهجوم الكيميائي (الأكبر) على ريف دمشق أوت الماضي، وافق النّظام على مقترح حليفته روسيا بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيميائية إلى منظّمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدميرها. وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة التي تقدّر بنحو 1300 طنّ، حسب ما أعلنته دمشق العام الماضي امتلاكها، عبر ميناء اللاّذقية على البحر المتوسّط مطلع العام الجاري، وتمّ تسليم غالبية الكمية المصرّح بها على دفعات. وانطلقت الأسبوع الماضي فعاليات تمرين الأسد المتأهّب في دورته الرّابعة لعام 2014 كما هو مخطّط له وبمشاركة 22 دولة عربية وأجنبية وتستمرّ حتى العاشر من شهرجوان (موعد التمرين النّهائي). ومن أبرز المشاركين في هذا التمرين الولايات المتّحدة الأمريكية، تركيا، فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، المملكة العربية السعودية ومصر. ويقام التمرين في مختلف مناطق التدريب ومدارس ومراكز معاهد القوات المسلّحة، وسيشارك في فعاليات هذا التمرين أكثر من 13 ألف جندي من مختلف الصنوف البرّية والجوية والبحرية، وباستخدام أحدث الأسلحة والمعدّات والتكنولوجيا المتطورة، حسب بيان سابق نشرته القوات المسلّحة الأردنية على موقعها الالكتروني.