طبق تقليدي شهير يوحد مناطقنا الشاسعة تنظم وزارة الثقافة خلال الفترة الممتدة مابين 5 إلى 11 جوان 2014 الطبعة الخامسة للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة تحت شعار حبوب ذهبية ...تراث فنون وأذواق بقصر رياس البحر بالجزائر العاصمة، وقد ضم المهرجان 45 مشاركة من 18 ولاية كما عرف أيضا مشاركة أجنبية بحضور الإيطالية ماريللو تيراسي. عتيقة مغوفل يخصص المهرجان طبعته الحالية لموضوع تراث ثقافي بامتياز ألا وهو فن الطبخ الجزائري، المعتمد على الحبوب والذي تحتل فيه الأكلة الوطنية وهي الكسكسي مكانة مرموقة لما لها من بعد اجتماعي وحضاري كبير في الطبخ الجزائري، ويعد هذا المهرجان واحدا من المهرجانات ال 182 الوطنية والدولية لجميع الفنون التي أنشأتها وزارة الثقافة. أطباق تقليدية ثرية تعكس عراقة مناطقنا حيث استهل المهرجان يوم الخميس الفارط 5 جوان باستقبال الضيوف والمشاركات القادمات من عديد ربوع الوطن، لتلقي بعدها السيدة نادية لعبيدي، وزيرة الثقافة، كلمة الافتتاح على الحضور، وتكون بذلك قد أعطت الإشارة لانطلاق الفعاليات، لتفتح الأبواب خلال يوم الجمعة أمام الجمهور العريض لتعرف على ورشات التعليم التي نظمتها المشاركات وضمت مختلف أنواع الكسكسي، الشخشوخة، الرشتة، الشرشم، وغيرها من الأطباق التي تنتجه أنامل الجزائريات، بالإضافة إلى عرض التوابل التي تستعمل في طبخه والتي لا يمكن الاستغناء عنها في المطبخ الجزائري. وقد تقربت أخبار اليوم من بعض المشاركات في المهرجان أولهن السيدة بوسارف باريا واحدة من ولاية قسنطينة، عضوة بجمعية الصخر العتيق للفنون وإبداعات الشباب، وقد قدمت هذه الأخيرة رفقة زميلتها، طبق قسنطيني محض والمتمثل في شخشوخة الظفر، بالإضافة إلى التريدة المعروفة أيضا في بعض ولايات الوطن، كما قدمت السيدة بوسافر طبق المشلوش وهو عبارة عن تحلية مصنوعة من العسل والزبدة والتي تقدم كثيرا في الأفراح القسنطينية. زخم متنوع من الكسكسي يشمل 48 ولاية كما مثلت السيدة فايزة مخنث رئيسة مصلحة النشاطات الجامعية (ولاية الأغواط) بطبقين، الأول الكسكسي الأغواطي المعد أساسا بالقرع الأخضر(الكابويا) والترفاس والذي يحضر في فصل الربيع ويقدم بصلصة لحم الخروف ورأس الحانوت. كما قدمت السيدة فايزة مخنث طبقا ثانيا وهو المردود الأغواطي المفتول بالأعشاب، الحلبة، الأخزير وغيرها من النباتات الطبية، فمثل هذه الأنواع من الأكلات تساهم إلى حد كبير في حماية الجسم من العديد من الأمراض. أما السيدة عبد الدايم عزيزة مشاركة ممثلة عن منطقة جانت بولاية إيليزي، فقد حضرت المهرجان باعتبارها عضوة بجمعية النشاطات النسوية لدار الشباب وقد قدمت هذه الأخيرة التجلة الترقية، وهي عبارة عن خبز صحراوي مصنوع من القمح والذي يطهى لمدة ساعتين تحت الرماد والرمل، وبذلك يغسل بالماء ويكسر إلى قطع صغيرة باستعمال المهراس الخشبي، ويسقى بالمرق حسب الذوق. من جهة أخرى فضلت السيدة نعيمة عثمان شريف من ولاية تيزي وزو من منطقة أزفون أن تقدم طبق كسكسي يناير الذي نال إعجابا جماهيريا كبيرا، والذي يطبخ أساسا باستعمال الفاصولياء السوداء أوما يسمى باللوبيا كحلة العيون كما هي معروفة بمنطقة القبائل، ثم يسقى بمرق الدجاج و الخضار الموسمية المتنوعة، ويقدم هذا الطبق خصيصا في فصل الشتاء. كما كان المهرجان فرصة لبعض الحرفيات التي وجهت لهن الدعوة لعرض بعض المنتوجات التقليدية التي تتفنن في صنعها محافظات على التراث الجزائري العريق من الاندثار، فقد عرض بساحة قصر رياس البحر بعض المنتوجات الخاصة بالسلل، علب الحلوى، أطباق وغيرها التي تحاك يدويا باستعمال الرافية النباتية الطبيعية، وأيضا من لحاء قرع نباتي مجفف. لتعرض بعض الحرفيات أيضا من ولاية العاصمة بعض الأنسجة التقليدية المزخرفة يدويا التي لا يمكن أن تستغني عنها العروس أبدا في جهازها، بالإضافة إلى هذا فقد عرضت بعض الحرفيات بعض أدوات المطبخ والتي تصنع أساسا من الفخار والنحاس على غرار القدور والصينيات. عبارة كسكسي أصلها أمازيغي بالإضافة إلى هذا فقد عرف المهرجان إلقاء بعض المحاضرات حول المرجعيات التاريخية والأثرية، حيث أجمع غالبية الباحثين على أن عبارة الكسكسي أصلها أمازيغي والتي وجدت في العديد من الدراسات العربية وكذا الأشعار الأمازيغية. كما عرف المهرجان أيضا تنظيم التويزة في الهواء الطلق وذلك ببهو المعهد الوطني للموسيقى بمحاذاة قصر رياس البحر، وهي عبارة عن عملية فتل الكسكسي بمشاركة عدد كبير من النسوة في جو مرح وتضامني، في حين سيعرف اليوم الأخير فتح أبواب سوق المهرجان أمام الجمهور العريض من أجل اقتناء كل ما تشتهيه الأنفس من أنواع وأطباق الكسكسي الجزائري التقليدي، بالإضافة إلى حفل غنائي ساهر من إحياء الفنانة حورية عايشي تكريما للعديد من عميدات الأغنية الجزائرية. والجدير بالذكر أن المهرجان قد عرف إقبالا جماهيريا كبيرا، من مختلف شرائح المجتمع الجزائري كما سجل حضورا معتبرا لبعض الأجانب على غرار السفراء والسياح منذ أن فتحت أبوابه الخميس الفارط والتي ستستمر إلى غاية الأربعاء.