عاش أمس سكان العناصر بالعاصمة وبالأخصّ المجاورون لملعب 20 أوت يوما عصيبا بسبب برمجة الداربي المحلّي بين الشباب والمولودية بملعب 20 أوت بدلا من ملعب 5 جويلية بسبب التدفّق الهائل من أنصار الفريقين على الملعب لمتابعة اللّقاء· حيث قدّرت أعداد الجماهير التي لم تتمكّن من اقتناء تذكرة الدخول بعشرات الآلاف، الأمر الذي خلق جوّا من الفوضى والهستيريا، ما اضطرّ رجال الأمن إلى التدخّل لتفريق الجماهير الغفيرة التي حاول البعض منها الدخول إلى ملعب 20 أوت بشتى الوسائل حتى على حساب حياتها، وهذا بتسلّق البعض جدار الملعب دون مبالاة بما سينجرّ عن ذلك فالمهمّ بالنّسبة لهم هو الدخول إلى ملعب 20 أوت ولو كلّفهم ذلك الموت· كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحا حين بدأت جموع الجماهير تصل تباعا إلى ملعب 20 أوت، فرغم أن أبواب هذا الأخير لم يتمّ فتحها إلاّ في تمام منتصف النّهار وتوقيت اللّقاء عند الساعة الثالثة بعد الزّوال، إلاّ أن عدد الجماهير أثناء بدء بيع التذاكر قبل منتصف النّهار فاق حجم استيعاب مدرّجات ملعب 20 أوت بثلاثة أضعاف أو أكثر، بالنّظر إلى العدد الهائل من أنصار الفريقين من أجل اقتناء تذكرة الدخول، الأمر الذي خلق جوّا من الفوضى فاستحال على رجال الأمن السّيطرة على الوضع، ما اضطرّهم إلى استعمال العصي لتفريق الجماهير التي حاولت بطرقها الخاصّة اقتحام أبواب الملعب بالقوّة· سكان العمارات المجاورة لملعب 20 أوت حمّلوا المسؤولية لرئيس الاتحادية محمد روراوة، وتساءل الكثيرون عن سبب برمجة هذا اللّقاء في ملعب 20 أوت، بينما بقيت أبواب ملعب بحجم 5 جويلية موصدة، لماذا لم تتمّ برمجة هذا اللّقاء في هذا الملعب عوضا عن ملعب 20 أوت؟ خاصّة وأن الجميع على علم بأن هذا الأخير لا يمكن لمدرّجاته استيعاب الجموع الغفيرة من أنصار الفريقين، في وقت أن مدرّجات ملعب 5 جويلية يمكنها استيعاب أربع مرّات سعة مدرّجات ملعب 20 أوت· بعض السكان عبّروا لنا عن استيائهم الكبير اتجاه رئيس الاتحادية، وراح أحدهم يقول: هل هذا هو الاحتراف الذي يتغنّى به روراوة؟· أحد السكان كشف لنا أن هناك عائلات بأكملها لزمت بيوتها خشية تعرّضها لمكروه من طرف الجمهور الغاضب الذي لم يتمكّن من اقتناء تذكرة الدخول إلى الملعب فالمسؤولية يتحمّلها روراوة وليس هؤلاء المناصرين، فلو تمّت برمجة اللّقاء بملعب 5 جويلية لما لزم الكثير من السكان المجاورين لملعب 20 أوت بيوتهم· في الأخير، ما عسانا نقول سوى هذا هو الاحتراف الذي يتغنّى به روراوة·