دعا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى دراسة احتمال إعادة احتلال قطاع غزّة عقب تصاعد عمليات إطلاق القذائف والصواريخ من القطاع على الأراضي الفلسطينية المحتلّة المسمّاة جورا عدوانا إسرائيل. وأضاف ليبرمان في تصريح نقلته الإذاعة الإسرائيلية أمس الأحد أن (هذا الاحتمال سيكون بديلا مناسبا عن العمليات المحدودة ضد حماس، والتي لا تزيدها إلاّ قوة)، على حدّ قوله. اللّيلة ما قبل الماضية شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات على 12 هدفا في قطاع غزّة، قال الجيش الإسرائيلي إنه تمّ رصد إصابتها بشكل دقيق. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها إن (الأهداف شملت بعض المواقع من بينها موقع لإنتاج الوسائل القتالية في شمال القطاع، بالإضافة إلى هدفين آخرين في وسطه وستة أهداف في جنوبه منهم ثلاث منصات مخفية لإطلاق القذائف الصاروخية وثلاث منصات أخرى تقع تحت الأرض). وعلى صعيد متّصل، أجرى رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية بيني غانتس مشاورات مع كبار ضباط الجيش الإسرائيلي صباح الأحد لتقييم الأوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية لإسرائيل مع قطاع غزّة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن (الاجتماع ناقش طبيعة التصعيد في الجنوب عبر تزايد إطلاق الصواريخ من قطاع غزّة). ونقلت الإذاعة عن مصدر عسكري لم تسمه قوله إن (غانتس أصدر تعليمات خلال الاجتماع بتكثيف الرد العسكري الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ). وأضاف المصدر العسكري أن (الجماعات التي تقوم بإطلاق الصواريخ لا تنتمي إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، إلاّ أن إسرائيل تعتبر حركة حماس هي المسؤولة المباشرة عمليات الصواريخ من قطاع غزّة). وكانت لجان المقاومة الشعبية في بيان لها أمس مسؤوليتها عن إطلاق القذائف قائلة إنه جاء ردّا على مقتل اثنين من عناصرها أمس في غارة جوية استهدفت سيّارتهما. ولجان المقاومة الشعبية هي تنظيم فلسطيني نشأ وظهر مع انتفاضة الأقصى التي بدأت في 28 سبتمبر 2000، قامت بالعديد من العمليات العسكرية عبر جناحها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين. في سياق آخر، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن غانتس قام أمس بجولة تفقّدية في محافظة الخليل جنوبي الضفّة الغربية، حيث بحث مع قائد المنطقة الوسطى نيتسان الون استمرار أعمال التمشيط عن المستوطنين الثلاثة (المختطفين) و(ملاءمة نشاطات الجيش للتعامل مع السكان المسلمين خلال شهر رمضان المبارك)، حسب الإذاعة الإسرائيلية. ويشنّ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة في الضفة الغربية في أعقاب اختفاء 3 مستوطنين إسرائيليين فقدوا مساء الخميس 12 جوان الجاري، من مستوطنة (غوش عتصيون)، شمالي الخليل. ولم تعلن أيّ جهة فلسطينية مسؤوليتها عن اختطاف المستوطنين، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حمّل حركة (حماس) المسؤولية عن اختطافهم. ورفضت حركة (حماس) الاتّهامات الإسرائيلية المتكرّرة لها بالوقوف وراء العملية دون أن تؤكّد أو تنفي صحّة الاتّهام. وتحاصر إسرائيل قطاع غزّة منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية في جانفي 2006، ثمّ شدّدت الحصار إثر سيطرة الحركة على القطاع منتصف العام 2007، وما زال الحصار متواصلا رغم تخلّي (حماس) عن حكم القطاع عقب الإعلان عن حكومة التوافق الفلسطينية في الثاني من جوان الجاري.