دعت حكومة حماس في قطاع غزة مصر للتدخل "من أجل وقف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني"، و"إلزام" إسرائيل بالهدنة الموقعة مع حماس، وذلك بعد تبادل إطلاق الصواريخ والقذائف والغارات بين إسرائيل وفصيل فلسطيني في الساعات الأخيرة. وقالت الحكومة، في بيان، صباح اليوم، إن الغارات التي شنتها إسرائيل، مساء الثلاثاء، هي "محاولة للهروب وحرف الأنظار عن الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق المواطنين والأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية". واعتبرت أن القصف الإسرائيلي لأهداف في قطاع غزة يشكل "تهديدًا معيقًا" لاتفاق التهدئة الذي وقعته الفصائل الفلسطينية مع إسرائيل بوساطة مصرية في 21 نوفمبر من العام الماضي . وطالبت الحكومة الوسيط المصري ب"التدخل من أجل وقف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وإلزامها بما تم التوافق عليه والدفع باتجاه إنهاء ملف الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام بسجون إسرائيل". من ناحيته، حمّل وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون حركة حماس المسؤولية عن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة نحو جنوب إسرائيل. وقال يعالون، في تصريح صحفي نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، صباح الأربعاء، إن "إسرائيل لن تقبل بتكرار إطلاق النار من قطاع غزة تجاه إسرائيل سواء كانت تستهدف هذه الصواريخ المدنيين أو العسكريين". في المقابل، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة، يحي موسى، إن "التهديدات الإسرائيلية وتحميل حماس مسؤولية إطلاق الصواريخ لا قيمة له"، مؤكداً أن حركته "ستستمر في تحمل مسؤولية الشعب الفلسطيني والدفاع عنه". وأضاف موسى "إن مثل هذه التهديدات لن تفت في عضد حركة حماس والشعب الفلسطيني وهي ليست جديدة فنحن نعيش منذ عشرات السنين تحت تهديدات الإرهاب الإسرائيلي ولم نلق من هذا العدو إلا الجرائم المتواصلة". وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن صاروخين أطلقا من قطاع غزة، صباح الاربعاء، وسقطا على مقربة من مستوطنة سيديروت جنوب إسرائيل، دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات أو أضرار. وأغارت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الثلاثاء، على منطقتين فلسطينيتين في قطاع غزة، دون أن تسفرا عن وقوع إصابات أو أضرار. وهذه هي المرة الأولى التي تشن فيها طائرات إسرائيلية غارات جوية على القطاع منذ اتفاق التهدئة الأخير. وفيما لم تتبن حركة حماس أي إطلاق للصواريخ في الساعة الأخيرة، أعلن تنظيم "مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس" ذي التوجه السلفي في قطاع غزة إطلاق ست قذائف صاروخية، صباح الأربعاء، تجاه مستوطنة سيديروت جنوب إسرائيل، وعن إطلاق ثلاث قذائف أخرى مساء الثلاثاء تجاه موقع كيسوفيم العسكري الإسرائيلي جنوب إسرائيل. وقال التنظيم، في بيان صحفي، إن ذلك جاء ردًا على وفاة الأسير الفلسطيني بالسجون الإسرائيلية مسيرة أبو حمدية.