منحت الصين 52 مليون دولار لحجاجها هذا العام، والبالغ عددهم 13 ألف و500 شخص، ليكون نصيب الفرد 4 آلاف دولار، ضمن عدة إجراءات تتبعها في السنوات الأخيرة لتسهيل إجراءات الرحلة المقدسة التي تشهد إقبالاً متزايداً من مسلمي الصين. وبحسب ما نشرته عدة صحف سعودية، من بينها "العرب نيوز" الاثنين فقد أعلن مصطفى يانغ تسيب وه، رئيس بعثة الحج الصينية ونائب رئيس الجمعية الصينية الإسلامية، أن كل حاج سيتسلم 4 آلاف دولار نقداً خلال رحلته إلى الأراضي المقدسة، هذا بخلاف الخدمة الصحية الخاصة التي توفرها البعثة لحجاجها. وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر القنصلية الصينية بمدينة جدة السعودية: "إن عدد حجاج هذا العام بلغ 13 ألف و500 شخص بزيادة 7% عن العام الماضي، متوسط أعمارهم 60 عاماً، ثلثهم من النساء، وسيأتون من نحو 10 أقاليم صينية عبر 42 رحلة تسيرها 3 شركات طيران صينية إلى المدينةالمنورةوجدة". ولم يتضح بعد الدافع وراء إقدام الحكومة الصينية على تسليم 4 آلاف دولار لكل حاج؛ ولم يرد ذلك لهذه المسألة في المواقع الصينية الناطقة بالعربية، أو عدد من المواقع المختصة بالحديث عن الإسلام في الصين. غير أن مراقبين رأوا أنها نوع من تجميل الصورة الذي تقوم به الصين الشيوعية لمواجهة اتهامات المسلمين للحكومة باضطهادهم ومنعهم من ممارسة شعائرهم بحرية، خاصة بعد أحداث إقليم تركستان الشرقية المسلم الذي تحتله الصين منذ عام 1949 وغيَّرت اسمه إلى "شينغ يانغ". ووصل أول أفواج الحج الصينية إلى السعودية يوم 18 أكتوبر ب 4620 حاجاً، ومتوقع أن يصل ثاني الأفواج اليوم الأربعاء، وسيكتمل وصول كافة الأفواج في 9 نوفمبر. وبحسب ما أشارت إليه عدة مواقع صينية، منها "وكالة أنباء شينخوا"، فقد رتبت السلطات الصينية للحجاج دورات على مستويات المسجد والمحافظة والمدينة والولاية والمقاطعة لتقديم شروح عن الحج والمشكلات المتعلقة بكيفية ضمان السلامة الشخصية والأكل والإقامة لتعميم معارف الحج بين الحجاج المسلمين. كما خصصت رجالاً لديهم معارف دينية واسعة ويتمتعون بهيبة ويتكلمون العربية ليكونوا في منصب المرشد في وفود الحجاج التي تسيرها الجمعية الإسلامية الصينية. وعن مجمل أحوال المسلمين في الصين، قال رئيس البعثة إن المسلمين يستطيعون الآن تأدية شعائر دينهم بحرية في 36 ألف مسجد ومدرسة إسلامية و10 أكاديميات إسلامية تنتشر في أنحاء الدولة. ويخالف عدد من مسلمي الصين رئيس البعثة في رأيه؛ حيث يتهمون الحكومة الصينية باضطهادهم ومنعهم من ممارسة شعائرهم بحرية، خاصة في إقليم تركستان الشرقية (شينغ يانغ)؛ مستشهدين في هذا بالاضطرابات والمواجهات الأمنية التي تقع بين الحين والآخر بين أهالي الإقليم والسلطات الأمنية، أحدثها كان في جويلية 2009. غير أن الحكومة الصينية تنفي البُعد الديني في المواجهات التي تقع في تركستان الشرقية، وتردها إلى محاربتها ل"النزعة الانفصالية"؛ حيث تعمل جماعات إسلامية في الإقليم على فصله عن الصين لإعادته دولة إسلامية مستقلة كما كان قبل إنشاء جمهورية الصين الشعبية في 1949. والإسلام هو أحد 5 أديان معترف بها في الصين التي دخلها قبل 1300 عام، ويبلغ عدد مسلمي الصين- حسب إحصاءات رسمية- 23 مليون مسلم، معظمهم يعيش في شمال غرب البلاد، وخاصةً إقليم نينتشينغ، وتركستان الشرقية. وتأسست الجمعية الإسلامية الصينية في مايو عام 1953 بالعاصمة بكين بمبادرة من الزعماء المسلمين برهان الدين باو أر خان، ويانغ جينغ رن، ومحمد مكين ما جيان، ودا بو شنغ وغيرهم الذين وجهوا في ذلك الوقت نداء عاماً إلى المسلمين في كل البلاد من أجل تأسيس منظمة إسلامية على المستوى الوطني تحت رعاية الحكومة المركزية لتنظيم أمور المسلمين. وتمثل الجمعية كافة مسلمي البلاد، وهي المنوط بها الإشراف على رحلات الحج والعمرة، بالإضافة إلى المساجد والجمعيات والمدارس والمعاهد الدينية. ومن مهام المنظمة كما ورد على موقعها: "مساعدة الحكومة في نشر الحرية الدينية، والحفاظ على علاقات جيدة بين المسلمين وبقية أتباع الديانات الأخرى، والحفاظ على مبادئ العقيدة الإسلامية الأساسية والتقاليد الإسلامية الحميدة وإظهارها، ودعم وحدة أراضي الوطن وسياسته الاشتراكية، وتعزيز السلام العالمي". قديماً وحديثاً وعن اختلاف رحلة الحج بين الماضي والحاضر نشر موقع "شبكة الصين" على الإنترنت تقريراً جاء فيه أن السجلات تشير إلى أن مسلمي الصين كانوا يحجون إلى بيت الله سيرا على الأقدام، وتستغرق رحلتهم للأراضي المقدسة سنة تقريبا وسط صعوبات مالية ومناخية وصحية كبيرة بحسب ما وصفه حجاج ذلك الزمن عن رحلاتهم؛ ولذا كانت أعداد قليلة جداً التي تفكر في أداء الفريضة. ورغم التطور في مجال النقل والمواصلات، ورغم ارتفاع مستوى الدخل في الصين، إلا أن رحلة الحج لم تكن ميسَّرة لمسلميها أيضاً لعدم وجود علاقات دبلوماسية بين الصين الشعبية والسعودية حتى عام 1990. وبعد إقامة علاقة دبلوماسية ودية مع السعودية، ازداد عدد الحجاج الصينيين، وأصبح طريق السفر سهلا تدريجيا، خاصةً بعد افتتاح الصين مطار لانتشو (حاضرة مقاطعة قانسو) لخط جوي مباشر الى السعودية ابتداء من العام 2004. * عن مجمل أحوال المسلمين في الصين، قال رئيس البعثة إن المسلمين يستطيعون الآن تأدية شعائر دينهم بحرية في 36 ألف مسجد ومدرسة إسلامية و10 أكاديميات إسلامية تنتشر في أنحاء الدولة. * الإسلام هو أحد 5 أديان معترف بها في الصين التي دخلها قبل 1300 عام، ويبلغ عدد مسلمي الصين- حسب إحصاءات رسمية- 23 مليون مسلم، معظمهم يعيش في شمال غرب البلاد، وخاصةً إقليم نينتشينغ، وتركستان الشرقية.