اكد تدقيق اجراه خبراء اسرائيليون ان حزب الله نجح فعلا في اعتراض صور جوية كانت تبثها طائرات تجسس اسرائيلية في العام 1997 وادت الى نصب مقاتلي الحزب كمين لقوة "كوماندوس" إسرائيلية قرب قرية الأنصارية في جنوب لبنان وقتلوا 12 عسكريا منهم. وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية في عددها الصادر امس الاربعاء: "ان التدقيق الذي اجراه الخبراء الاسرائيليون يؤكد على ان صور طائرة التجسس الصغيرة من دون طيار الاسرائيلية هي التي استعرضها امين عام حزب الله حسن نصر الله خلال مؤتمر صحفي عقده في 9 أوت الماضي". واضاف "انها توثق الموقع الذي جرت فيه عملية الكوماندوس البحري الاسرائيلي كانت صورا حقيقية". ويذكر ان مقاتلي حزب الله نصبوا كمينا لقوة الكوماندوس البحري الاسرائيلي بعد اعتراض صور طائرة التجسس وقتلوا 12 عسكريا بينهم قائد العملية المقدم يوسي كوركين وطبيب الوحدة الدكتور ماهر دغش. وقارن خبراء اسرائيليون الصور، التي استعرضها نصر الله خلال المؤتمر الصحفي مع الصور التي وصلت الى قاعدة عسكرية اسرائيلية في الفترة نفسها التي تحدث عنها نصر الله وتوصلوا الى استنتاج بأن اقوال امين عام حزب الله كانت صحيحة. واوضحت "يديعوت احرونوت" ان هذا الاستنتاج يعني ان كارثة الكوماندوس البحري وقعت نتيجة تسرب معلومات عسكرية سرية ووصولها الى حزب الله، وذلك خلافا لاستنتاجات اللجنة التي ترأسها اللواء غابي أوفير التي حققت في الحدث واستنتجت ان الحديث يدور عن كمائن عفوية نصبها حزب الله في مواقع مختلفة. واشارت الصحيفة الى انه في اعقاب المؤتمر الصحفي نفى اوفير صحة اقوال نصر الله وقال "لقد دققت في موضوع الطائرات الصغيرة بدون طيار وتوصلت الى استنتاج بانه لم يكن هناك تسربا جعل حزب الله مستعدا لهذه العملية". وتبين من تدقيق الخبراء الاسرائيليين ايضا ان الصور التي كانت تبثها طائرات التجسس الصغير بدون طيار لم تكن مشفرة ولذلك فإنه بالامكان التقدير ان الصور لموقع الانصارية لم تكن الوحيدة التي اعترضها حزب الله حول عمليات قوات الجيش الاسرائيلي في لبنان، وجميعها سرية، والناتجة عن اخفاق تكنولوجي – استخباري. واستنتاج آخر تم التوصل اليه هو انه لم يكن لدى الاستخبارات الاسرائيلية معلومات بشأن القدرات التكنولوجية لحزب الله وان جهاز الامن الاسرائيلي لم يدرك عمق ضلوع الايرانيين في حزب الله والذي كان سريا في حينه. وقالت الصحيفة "انه يتضح الآن ان الوسائل التكنولوجية التي احضرها الايرانيون معهم في منتصف سنوات التسعينيات مكّنت حزب الله ليس من التقاط بث طائرات التجسس الاسرائيلية فقط، وانما مكنت الحزب من تحليل هذا البث والحصول على صورة استخبارية مكنت الحزب من الاستعداد لمواجهة عملية عسكرية اسرائيلية في منطقة قرية الانصارية". وكانت احدى لجان التحقيق الداخلية التي شكلها الجيش الاسرائيلي في اعقاب عملية الانصارية قد قدرت في استنتاجاتها حدوث تسرب معلومات الى حزب الله لكنها لم تتمكن من التأكيد على أن احتمال تسرب كهذا أدى إلى نصب كمين حزب الله. وقال مصدر في مكتب الناطق العسكري الإسرائيلي إنه في أعقاب تدقيق الخبراء الإسرائيليين والتأكد من تسرب معلومات لحزب الله تقرر أخيرا تشكيل طاقم تحقيق في عملية الأنصارية.