كشفت إسرائيل النقاب أول أمس الخميس عن تقرير حصلت عليه، وقالت إن حزب الله أعده وصنفه سريا للغاية، وتبين من خلاله أن الحزب نجح في اختراق الجيش الإسرائيلي وحصل على معلومات كثيرة وواسعة جدا بشأن تحركات الجيش الإسرائيلي. ونشرت صحيفة »يديعوت أحرونوت« مقاطع من تقرير يتناول الموضوع، أعده مراسلها للشؤون الاستخبارية والإستراتيجية رونين برغمان ونشرته كاملا أمس الجمعة. وكتب برغمان أن التقرير يستند إلى فسيفساء من المصادر البشرية، أي جواسيس يشغلهم حزب الله داخل الجيش الإسرائيلي والأراضي الإسرائيلية، إلى جانب جمع معلومات من مصادر مكشوفة، والتصنت لشبكات اتصال عادية، وربما حتى شبكات مشفرة تابعة للجيش الإسرائيلي. وأضاف برغمان أن نشطاء الاستخبارات في حزب الله الذين كتبوا هذه الوثيقة، نسخوا معلومات على ما يبدو من وثائق داخلية تابعة لقيادة الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي. واقتبست »يديعوت أحرونوت« من تقرير حزب الله فقرة تصف أنواع الرادار المختلفة ودورها في كشف عمليات التسلل، وقالت إن الرادار يعمل بصورة أوتوماتيكية في المنطقة التي يمسحها بزاوية تصل إلى 110 درجات، ويتم كل بضع دقائق إجراء مسح يدوي بزاوية 35 درجة أخرى من كل جانب. وأوضحت أن عمليات مسح ل180 درجة تتم كل مرة، مبينة أن المدى الناجع للرادار هو ستة كيلومترات، وأنه يستخدم في منطقة تمتد على خمسة كيلومترات. وقالت »يديعوت أحرونوت« إن هذه الفقرة التي تصف بصورة دقيقة ومفصلة إحدى وسائل المراقبة الإلكترونية التابعة للجيش الإسرائيلي قسم من وثيقة داخلية لحزب الله مصنفة »سري للغاية«، وتصف نشاط الجيش الإسرائيلي وقيادة الجبهة الشمالية والفرقة 91 أي فرقة الجليل العسكرية. وأضافت الصحيفة أن هذه الوثيقة وصلت إليها، وهي تجسد مدى نجاح »العدو« في التغلغل داخل الجيش الإسرائيلي وتثبت أن لحزب الله مصادر استخبارية ليست سيئة بتاتا. ووفقا للصحيفة، فإن تقرير حزب الله السري مؤلف من 150 صفحة، وإن فهرسته مؤلفة من أربع صفحات، وهو يتضمن تفاصيل كاملة عن انتشار القوات الإسرائيلية عند الحدود مع لبنان، والوسائل التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في الجو والبحر والبر. وقال ضابط كبير خدم في منصب رفيع في قيادة الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي »لدى قراءة مضمون الوثيقة اسودت عيناي لأن مستوى التفصيل في وصف حزب الله لشبكة المراقبة والإنذار التابعة للجيش الإسرائيلي أدهشني«. وأضاف »تضمن تقرير حزب الله وصفا دقيقا لمعدات يستخدمها الجيش الإسرائيلي بينها المناظير وكاميرات المراقبة وأجهزة الرادار الجوي والرادار الأرضي ومعلومات كثيرة عن طائرات الاستطلاع بدون طيار، وتلك الطائرات التي اعتقدنا أنها تعمل بهدوء تام«. وتضمن تقرير حزب الله صورا كثيرة تم التقاط معظمها في الجانب الإسرائيلي من الشريط الحدودي مع لبنان، وشملت هذه الصور مواقع مراقبة للجيش الإسرائيلي وقوات رافقت وحرست أعمالا هندسية وأعمال صيانة للشريط الحدودي عند الطريق المحاذية له. وتابعت »يديعوت أحرونوت« أن عشر صفحات من تقرير حزب الله تم تخصيصها لكيفية تعامل مقاتلي الحزب مع وحدة عوكيتس التي تضم الكلاب المدربة وسبل مواجهتها.