برعت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد (عز الدين القسّام) في استخدام الحرب النفسية ضد قوات الاحتلال الصهيوني، وبالتزامن مع حالة الاشتباك الميداني بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال يفتح الطرفان نار الحرب النفسية أحدهما على الآخر، في محاولة كلّ جهة لإضعاف جبهة الأخرى الداخلية وإرباكها، ولكن أذرع المقاومة وجّهت رسائل قوية هذه المرّة فاقت رسائل الاحتلال التي كان يستخدمها كل مرة ضد قطاع غزّة. كتائب (القسّام) على سبيل المثال تستخدم تارة في حربها النفسية في مواجهة الاحتلال وجبهته الداخلية بتدشين النسخة العبرية من أناشيد المقاومة (زلزل أمن إسرائيل)، وتارة أخرى تهدّد الاحتلال بأنها ستوجّه ضربة لعمقه قبل ساعة من تنفيذها، حيث أنها كرّست مبدأ الردع والخوف للكيان الصهيوني من خلال دعوتها لوسائل الإعلام وخبراء القبّة الحديدة إلى رصد صواريخ المقاومة (j80) التي ستنطلق في الموعد إيّاه وهي ستهز قلب (تل أبيب). الكاتب والمحلّل السياسي هاني حبيب: (إن هذا الإنذار التي بثّته كتائب القسّام يشكل أعلى مستوى من مستويات الحرب النفسية، والتي تأكّد على قدرة المقاومة في إدارة هذه المعركة). وأوضح حبيب أن هذه الرسالة دليل على قوة كتائب القسّام في تفجير المفاجآت تلو المفاجئات، ممّا يثير القلق والرعب لدى قادة الاحتلال على كافّة المستويات، واستطرد بالقول: (هذه رسالة لقادة الاحتلال أن القسّام والمقاومة ما زالت تملك الكثير من المفاجآت التي ستفجّرها في وجه قوات الاحتلال البرّية إذا أقدمت على دخول قطاع غزّة)، مضيفا: (هناك من ينتظر بفارغ الصبر من القوات المسلحة دخول قوات الاحتلال إلى قطاع غزّة وهذا دليل واضح على قوة المقاومة وإدارتها للمعركة بشكل صحيح). أمّا الكاتب والمحلّل السياسي فقال: (أعتقد أن كتائب القسّام بدأت تتلاعب في أعصاب قادة الاحتلال على كافة المستويات)، لافتا أن (القسّام) استخدم الحرب النفسية قبل العدوان بأيام عديدة. وأوضح الصواف أن (القسّام) وجّه رسائل أكثر من مرّة عبر رسائل الجوّال لقادة الاحتلال وجنوده وأخرى عبر (الهاكرز القسّامي)، مشدّدا على أن رسالة اليوم (قصف تل أبيب) ستشكّل ورقة ضغط كبيرة من قِبل المجتمع الصهيوني لوقف العدوان على قطاع غزّة، واستطرد بالقول: (أعتقد أن هذه الحرب النفسية لها مدلولات واضحة وكبيرة، حيث أن القسّام يعمل ضمن خطط منظمة لإدارة هذه الحرب ودليل على جاهزيته طوال الأعوام السابقة).