على الرغم من البهجة التي يحملها رمضان، إلا أن المسلمين المضطهدين في بورما يقضونه في رعب بعد الهجمات التي تتوالى عليهم منذ بدء الشهر الكريم؛ حيث ذكرت صحيفة (ميانمار تايمز) أن المسلمين يخشون الذهاب للمساجد منذ أكثر من شهر. وقد بدأ فتيل العنف في مندلاي الأسبوع الماضي، عندما قام 300 بوذي بمهاجمة متجر شاي مملوك لرجل مسلم بعد ادعائهم تعرض امرأة بوذية للاغتصاب على يد مسلم. وقد قام البوذيون بإلقاء الحجارة على ممتلكات المسلمين ومهاجمة العديد من المتاجر، المنازل والمساجد، مخلفين وراءهم قتيلين و20 مصابا كما أكدت الشرطة آنذاك. وكانت المساجد هي آخر ضحايا تلك الهجمة بعدما هجرها المسلمون لدوافع أمنية، وبعدما تضاعف خوفهم نتيجة لهجمات الشرطة على المسلمين وتجريدهم من أسلحتهم منزلية الصنع التي يستخدمونها في الدفاع عن أنفسهم، تاركيهم غير قادرين على حمل قطعة من الطوب لحماية حياتهم. وهو الأمر الذي دفع 58 من الأسر المقيمة في المنطقة (حوالي 400-500 فرد) لترك المساجد والهروب بحياتهم إلى منطقتي (بين أو لوين) و(كيوكم)، في حين اتجه من لم يقدر على تلك التكاليف إلى جياجو على حدود الصين مع ميانمار. وعلى الرغم من تلك المخاطر التي تواجه مندلاي، إلا أن الأجزاء الشمالية منها كانت بعيدة عن مسلسل العنف الدائر، حيث يصرح المسلمون بأن الظروف الأمنية هي أفضل بكثير مما هي عليه في باقي البلاد. هذا إلا أنه لا تزال علامات الاضطهاد الديني التي يقودها متطرفو البوذيين ظاهرة من خلال حملات التشويه على الإنترنت أو محاولة تشتيت انتباه المسلمين خلال الصلاة بهجمات تدفعهم لترك الصلاة لحماية حياتهم. يذكر أن مسلمي بورما - أغلبهم من الهندوالصين وبنجلاديش- يشكلون حوالي 4% من مجمل 60 مليون فرد يعيشون في الدولة، وأن العنف الذي يدور بها ليس الأول من نوعه ففي أبريل 2013 قتل أكثر من 40 فردا وأحرقت مساجد عدة في وسط بورما بعد شجار دار بين المسلمين والبوذيين.