"رسالة أسير" أماه .. أماه لا تسألي كيف حالي ففي كل الأحوال هذا حالي أماه لا تذرفي الدمع الحزين وإن أبكت كلماتي أوراقي وعرفت ألحان عذابي رسالاتي أماه .. بالله لا تسألي كيف حالي وقد ضاع المجد بين الدروب وقتل صراخي صمت الشعوب وآسفاه ... ذبح الأطفال والنساء وأسر الأبناء وانتحر الشعراء وسقطت شموس العلماء حين قرروا إعدام كل العرب الشرفاء وإعدام كبرياء رجولتي حاولوا .. ثم حاولوا .. حين أطفأوا شموع حريتي حين أرادوا تمزيق عروبتي بين جدران زنزانتي بالحديد والأغلال كبلوا معصمي .. وأفذوا النور في ظلمتي فمحوا ملامحي وكل رسائلي وشوهوا أحلامي بدمي الغابري وصلبوا بالرصاص ابتسامتي فذبلت ورودي وضاعت زهور النرجسي .. عجبا .. أماه .. عجبا .. أين الجيوش البواسلي عجبا أين العرب والفرسان الكواسر هل خنا العهود هل خنا القدس وأغلقنا أبواب الكنائس؟ هل أغرقت دموع حائط المبكى مساجدي ؟ فانتحر الكلام ملأ الحناجر أماه .. ماذا عن إخوتي ؟ هل يذكرونني ؟ هل يذرفون الدمع المرير لفرقتي ؟ هل يتوعدون جدران زنزانتي ؟ أم أنهم يتسامرون وفوق رفات مقابري يتأمرون وأنهم لغزة ناسون ولمجازر دمائي غير مبالون .. كيف لا .. وهم مشتتون قد خاب في إخوتي ظني فيا ويحتي .. أماه لا تحزني فغدا سيعودون سيعود كل إخوتي وأشقائي وسأطرد كل أحقادي حين يلبوا إلى العلياء ندائي أقسم .. سأسخر من أعدائي من جدران زنزانتي من عذابي وكل آلامي ويرفرف للقدس عرش الخلود وفيروز الحرية بين الحقول لابد للجدران أن تزول وإن طال تكبيل معصمي سأنتظر صلاح الدين الموحدي سأنتظر أماه مخلصي سيجمع الشتات ويحطم قيدي ويهديني سيفا أشق به جدراني وحدود وطني أماه .. لا تحزني فغدا لابد سينتصر سيفي وإن ذاب في الفراق قلبك فصبرا جميلا بالله أمي .. لا تحزني