يستضيف مساء اليوم بداية من الساعة الثامنة ليلا في ملعب 8 ماي 45 بمدينة سطيف الوفاق المحلّي نادي تي بي مازامبي الكونغولي في ذهاب الدور نصف النّهائي لدوري أبطال إفريقيا، ولسوء حظّ الوفاق فإنه سيخوض هذه المواجهة في غياب جمهوره بسبب العقوبة التي سلّطتها عليه اللّجنة التأديبية للاتحاد الإفريقي الأربعاء الماضي بسبب ما اعتبرته لجان التفتيش التابعة ل (الكاف) خرقا للسلوك الرياضي من قِبل مشجّعي الفريق الجزائري خلال مبارياته بالبطولة، مشيرة إلى أنها سجّلت رميا للشماريخ والألعاب النّارية ومحاولة اقتحام غرف تبديل ملابس الحكّام خلال مباراتي سطيف مع الترجي التونسي وأهلي بنغازي الليبي، ممّا أثار حفيظة حسان حمّار رئيس النادي الجزائري. ويسعى وفاق سطيف إلى أن يكون أوّل ناد جزائري يصعد إلى المباراة النّهائية في تاريخ البطولة بمسمّاها الجديد، لا سيّما بعد النتائج اللاّفتة التي حقّقها في المسابقة هذا العام، حيث يعدّ الفريق الوحيد من بين الفِرق المتأهّلة إلى المربّع الذهبي الذي حافظ على سجِّله خاليا من الهزائم في مرحلة المجموعات. وكان فريق شبيبة القبائل آخر فريق جزائري يصعد إلى نهائي المسابقة عندما توّج باللّقب عام 1990 على حساب فريق نكانا الزامبي حينما كانت البطولة تقام آنذاك تحت اسم كأس الأندية الإفريقية لأبطال الدوري. المواجهة الثالثة بين الفريقين تعدّ هذه المواجهة الثالثة بين الفريقين، حيث يأمل سطيف في تحقيق انتصاره الأوّل على نظيره الكونغولي الذي صعد إلى الدور قبل النّهائي للمرّة الرابعة خلال الأعوام الستّة الأخيرة، والذي يرغب في الصعود إلى المباراة النّهائية للمرّة الأولى منذ عام 2010. وكانت المواجهة الأولى بين الفريقين في مرحلة المجموعات في البطولة عام 2010، حيث تعادلا (2 - 2) في مدينة لوبومباشي (معقل الفريق الكونغولي) قبل أن يتعادلا سلبيا في سطيف، بينما كانت المواجهة الثانية في مرحلة المجموعات أيضا ولكن في بطولة كأس الاتحاد الإفريقي (الكونفدرالية الإفريقية) العام الماضي. وتعادل الفريقان (1 - 1) ذهابا في سطيف، ثمّ حقق مازامبي فوزا ساحقا (4 - 2) إيّابا على ملعبه. ومن المقرّر أن يلتقي الفريقان في لقاء العودة بعد أسبوع في مدينة لوبومباشي. وصف معاقبة فريقه بالجائرة مدرّب وفاق سطيف: مواجهة مازامبي سلاح ذو حدّين اعتبر خير الدين مضوي، مدرّب وفاق سطيف، أن مواجهة نادي مازامبي الكونغولي في نصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم ستكون ثأرية بالنّسبة لفريقه، وقال: (العمل الذي قمنا به وإرادة اللاّعبين ساهما في تحقيق نتائج لافتة، حيث تفوّقنا على فِرق كبيرة وتأهّلنا إلى نصف النّهائي دون خسارة ونستعدّ لمباراة تي بي مازامبي الذي سبق وأن واجهناه العام الماضي، وبطبيعة الحال نعرف المدينة والملعب والفندق ونعرف كلّ شيء عن هذا الفريق ومستواه الفنّي)، وتابع: (المواجهة ستكون ثأرية لأننا في الموسم الماضي خسرنا أمامهم 4-2 في كأس الاتحاد الإفريقي وسبق أيضا وأن قابلناهم في 2010 مرحلة المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا). وأضاف ماضوي: (صحيح أن المباراة ثأرية، لكنها دون شكّ مباراة صعبة ويجب أن نتفادى الأخطاء الدفاعية في مواجهة فريق لديه تاريخا كبيرا في هذه المسابقة وقادرا على التسجيل من أنصاف الفرص، وبالتالي يجب أن نكون حذرين أمامه). وينظر المدافع الدولي الأسبق إلى أبعد من الفوز باللّقب القارّي وقال: (إذا فزنا باللّقب سنكون أوّل فريق يمثّل الجزائر في كأس العالم للأندية وهي فرصة ثمينة)، معتبرا أن النتيجة التي حقّقها المنتخب الجزائري في كأس العالم بالبرازيل 2014 بالوصول إلى الدور الثاني للمرّة الأولى في تاريخه كان لها أثرها الإيجابي في تحفيز لاعبيه. واعترف ماضوي في الأخير بأنه لم يكن ينتظر تأهّل فريقه إلى نصف نهائي مسابقة رابطة الأبطال في ظلّ الظروف الصعبة التي مرّ بها قبل بداية البطولة، حيث غادر العديد من اللاّعبين الأساسيين إلى جانب صعوبات مالية. بعد اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل الوفاق ثالث فريق جزائري يشارك في المربّع الذهبي يعتبر الوفاق ثالث فريق جزائري يلعب هذا الدور بعد فريقي اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل على التوالي. ولعب فريق اتحاد العاصمة الدور قبل النّهائي مرّتين، الأولى كانت مع الطبعة الأولى سنة 1997 عندما تأهّل الفريق إلى لعب الفريق في دور المجموعات (كان دور المجموعات يعتبر بمثابة نصف النّهائي لأن الفريقين صاحبي المركز الأّول يلعبان المباراة النّهائية واستمرّ النّظام إلى غاية 2000)، إلى جانب الرجاء البيضاوي المغربي المتوّج باللّقب بعد ذلك ونادي بريميرو أوغوستو الأنغولي وأورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي، حيث احتلّ الاتحاد المركز الأوّل رفقة الرجاء الذي تفوّق عليه بفارق الأهداف وتأهّل إلى النّهائي. بعد ستّ سنوات عاد الاتحاد ليلعب نصف النّهائي وهذه المرّة أمام إنيمبا النيجيري بقيادة الراحل مراد عبد الوهّاب الذي امتلك تشكيلة بأسماء كبيرة جدّا، على غراو مزاير، زغدود، عريبي، دزيري، غازي وغيرهم، إلاّ أن التوفيق لم يحالف مرّة أخرى الاتحاد الذي ضيّع فوزا سهلا في ملعب 05 جويلية واكتفى بتعادل إيجابي أمام زملاء حارس منتخب نيجيريا في كأس العالم الماضية فانسون إينياما. وانهزم التتحاد في مدينة أبا النيجيرية بهدفين لهدف بعد أن كان متقدّما بهدف، ليخرج رفقاء آشيو من تلك البطولة التي فاز بها بعد ذلك إنيمبا على الإسماعيلي المصري. في سنة 2010 لعبت شبيبة القبائل نصف النّهائي للمرّة الأولى في تاريخها بعد فشلها في التأهّل إلى نفس الدور سنتي 2006 و2007، حيث كانت تشكيلة التقني السويسري آلان غيغر على موعد مع مواجهة منافس الوفاق لهذه الأمسية تي بي مازامبي في لومومباشي، حيث ضيّعت الشبيبة تعادلا كان سيقرّبها من النّهائي وتسبّب فيه الحارس مليك عسلة الذي استقبلت شباكه هدفين سهلين في الثماني دقائق الأخيرة. وفي لقاء العودة لم يستطع رفقاء عودية تسجيل هدفين ليخرجوا من المسابقة بعد أن كانوا من المرشّحين للفوز باللّقب بعد مشوار أكثر من رائع في دور المجموعات، وفاز بمسابقة 2010 نادي تي بي مازامبي أمام الترجي الرياضي التونسي بعد أن هزمه بالخمسة في لومومباشي قبل أن يتعادلا في ملعب (رادس) بنتيجة هدف لمثله. وليد بنونة المواجهة الثانية من هذا الدور (اليوم بكينشاسا على سا 13.30) النادي الصفاقسي في ضيافة فيتا كلوب يخشى الصفاقسي من مفاجآت مضيفه فيتا كلوب الذي يعتبر المتابعون أنه يستحقّ لقب (الحصان الأسود) للبطولة بعد النتائج اللاّفتة التي حقّقها في البطولة هذا العام، خاصّة في مرحلة المجموعات. صعد فيتا إلى الدور قبل النّهائي للمسابقة للمرّة الأولى في تاريخه بعدما حصل على المركز الثاني في المجموعة الأولى، متفوّقا على فريقي الهلال السوداني والزمالك المصري. ويرغب الصفاقسي، المتوّج ببطولة الكونفدرالية الإفريقية العام الماضي، في تحقيق نتيجة جيّدة تسهّل من مهمّته في لقاء العودة الذي سيقام على ملعبه (الطيّب المهيري) بعد أسبوع من أجل تحقيق طموحات جماهيره في التأهّل إلى المباراة النّهائية للمرّة الأولى منذ ثمانية أعوام والفوز باللّقب لأوّل مرّة في تاريخه. وكان الصفاقسي قاب قوسين أو أدنى من التتويج بلقب البطولة عام 2006 على حساب الأهلي المصري لولا تلقّي شباكه هدفا قاتلا في الوقت المحتسب بدل الضائع من محمد أبوتريكة لاعب الفريق الأحمر المعتزل حاليا في إيّاب نهائي المسابقة على الملعب الأولمبي ب (رادس). وكانت مباراة الفريق أمام الإفريقي في الدوري التونسي، والتي انتهت بالتعادل (1 - 1) يوم الأحد الماضي بمثابة بروفة قوية للصفاقسي قبل لقائه الإفريقي المرتقب. ودخل الفريق التونسي في معسكر مغلق استعدادا للمباراة حتى أمس الجمعة (موعد السفر إلى الكونغو)، لكنه سيفتقد إلى خدمات لاعبيه محمود بن صالح وطه ياسين الخنيسي بسبب الإصابة.