خمس حالات وفاة بين حجّاجنا حتى الآن أفادت أصداء من محيط البعثة الجزائرية للحجّ بالمملكة العربية السعودية بأن وضعية الحجّاج الجزائريين في تحسّن مستمرّ بعد أن أخذ المسؤولون عن البعثة انشغالات الحّجاج بعين الاعتبار، وسعوا إلى حلّ أو على الأقلّ التخفيف من المشاكل المطروحة بحدّة، كما أن البعثة الطبّية سجّلت مؤشّرات إيجابية تخصّ الوضع الصحّي لحجّاج الجزائر· بينما أكّدت مصادر من البعثة الجزائرية الموجودة بمكّة والمدينة المنوّرة للقيام بمناسك الرّكن الخامس للإسلام، سجّلت 10372 كشف صحّي وقدّمت 3106 علاج على مستوى المراكز الصحّية الثلاث بكلّ من مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وجدّة· وأوضح مصدر من البعثة الطبّية أن الوضعية الصحّية للحجّاج الجزائريين لا تبعث على القلق، حيث لم تسجّل حالات مرضية مستعصية أو خطيرة غير متوقّعة، مشيرا إلى أن الفحوص الطبّية التي أجراها الحجّاج تعود أساسا إلى مشاكل على مستوى الأنف والحنجرة (38 بالمائة من الحالات) والأمراض المرتبطة بالجهاز الهضمي (10 بالمائة) والأمراض التنفّسية والأمراض المزمنة كالسكري والضغظ الدموي· وأكّد نفس المصدر، في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية أن هذه الحالات الصحّية كانت متوقّعة بالنّظر إلى عوامل عديدة، منها حرارة الجوّ الذي يسود المنطقة ممّا يحتّم اللّجوء الى استعمال أجهزة التكييف وضيق الحيّز المكاني سواء في الفنادق أو في أماكن العبادة وتغيّر النمط الغذائي· كما سجّلت نفس المصالح 21 حالة دخول إلى المستشفيات السعودية و17 حالة أخرى على مستوى الوحدات الاستشفائية التابعة للبعثة الصحّية لمعالجة الكسور وأمراض تنفّسية· وأضاف نفس المصدر أن معظم هذه الحالات قد تعافت وعادات إلى إقامتها من أجل استكمال مناسكها، كما وضع حوالي 150 مريض تحت المراقبة الصحّية بالوحدات الاستشفائية الجوارية للبعثة· وذكر أن البعثة تعمل بالتنسيق مع المصالح الصحّية السعودية وأن كلّ حالات الأمراض النّفسية وعددها 8 قد تماثلت للشفاء، مؤكّدا أن هذه الحالات لم تكن مشخّصة من قبل في الجزائر لكنها حصلت لأسباب موضوعية كالإرهاق وضيّق الحيز المكاني وتغيّر البيئة الاجتماعية· ومن جهة أخرى، فقد ارتفعت حالات الوفيات في صفوف الحجّاج الجزائريين إلى خمس بعد وفاة امرأة بالمدينة المنوّرة يوم الأحد· يذكر أنه إلى غاية يوم الاثنين وصل إلى مكّة المكرّمة 21000 حاجّ، مع العلم أن آخر رحلة لنقل الحجّاج الجزائريين مبرمجة يوم 11 نوفمبر· وفي سياق ذي صلة، باشرت الفرق الإسعافية في الهلال الأحمر السعودي أكثر من 279 حالة تمّ الاستجابة لندائها من قِبل رجال الهلال الأحمر الذين كانوا على استعداد وجاهزية على مدى 24 ساعة بجميع المواقع داخل مكّة المكرّمة وخارجها· وشملت الحالات التي تمّ مباشرتها حوادث السّير والسقوط والأمراض العادية، والتي كان من أهمّها الأمراض الهضمية والضعف العام وأمراض القلب والأمراض التنفّسية وهي النّسبة الأعلى طلبا للخدمة· من جانب آخر، أعلن الرئيس التنفيذي لبعثة الحجّ المصرية اللّواء دكتور صلاح هاشم أن أحمد الطيّب شيخ الأزهر الشريف أجاز للحجّاج المرضى وكبار السنّ والنّساء عدم المبيت في منى نظرا لأن المساحة المحدّدة لكلّ حاجّ من قبل السلطات السعودية هي 90 سم2 لكلّ حاجّ، لذلك قامت إدارة بعثة حجّ القرعة المصرية بالاتّفاق مع إدارات فنادق الحجاج بمكّة المكرّمة على فتح الفنادق خلال أيّام التشريق حتى يتمكّن الحجّاج من الذهاب إلى منى للرجم ثمّ العودة مرّة أخرى إلى مقار إقاماتهم·