سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعثة الحج الجزائرية تحمّل المطوفين السعوديين مسؤولية معاناة الحجاج بمنى اقترحت حلولا عملية للقضاء على مشاكل الاكتظاظ والتدافع ستدرس في الاجتماعات التقييمية بمكة
باشرت السلطات السعودية عملية تقييم موسم الحج المنقضي بالتنسيق مع مختلف مسؤولي بعثات الدول الإسلامية قصد إيجاد حلول عملية للمشاكل التي ميّزت موسم حج 1431 هجري وفي مقدمتها الاكتظاظ والتدافع وافتراش الطرقات بمنى نظرا لضيق المساحة وتجاوز عدد الحجاج أربعة ملايين حاج. وأكدت، أمس، مصادر مسؤولة بالبعثة الوطنية للحج والعمرة أن السلطات الجزائرية رفعت انشغالها للسلطات السعودية بخصوص مشاكل الاكتظاظ والتدافع وضيق مساحة المخيمات بالمشاعر المقدسة ما يخلق حالة من الفوضى واللاتنظيم نظرا لضيق مساحة "منى" التي تستوعب كأقصى حد مليون و500 ألف حاج في حين تجاوز عدد الحجاج خلال هذا الموسم أربعة ملايين حاج. وراسل القائمون على البعثة الجزائرية مؤسسة الطواف السعودية قصد تحسين ظروف استقبال ومبيت الحجاج بالمشاعر المقدسة، خاصة وأن أغلب الوفيات وسط الحجاج والمشاكل التنظيمية سُجلت بالمشاعر المقدسة سواء على مستوى البعثة الجزائرية أو غيرها من بعثات الدول الإسلامية بعد أن شهدت عملية الإسكان والنقل بالمدينة المنورة ومكة المكرمة تحسنا ملحوظا مقارنة بالمواسم السابقة. واقترحت البعثة الجزائرية على السلطات السعودية مجموعة من الحلول والمشاريع لدراستها في الاجتماعات التقييمية لتخفيف معاناة الحجاج أثناء مبيتهم بمنى وإتمامهم للمناسك بالمشاعر المقدسة، كالتوسع عموديا عوض أفقيا بالمشاعر لمحدودية المساحة أو التقليل من عدد البعثات خاصة حجاج المملكة مع اقتراح تعميم فكرة بناء العمائر بالمشاعر المقدسة عوض نصب المخيمات التي تشكل نقطة سوداء في تسيير موسم الحج في ظل الاكتظاظ خاصة وأن التدافع التي شهدتها المشاعر المقدسة خلال هذا الموسم لم يحصل منذ 1982 . واختلف تقييم بعثات الدول الإسلامية لموسم حج 1431، ففي حين هنأت السلطات السعودية القائمين على العملية بنجاح الموسم خاصة مع انطلاق قطار المشاعر ومساهمته في تخفيف ضغط تفويج الحجاج، أمر القضاء الباكستاني بإبقاء راو شاكيل رئيس مديرية الحج في وزارة الشؤون الدينية الباكستانية رهن الحبس بسبب ما أطلق عليه "أكبر عملية احتيال على الحجاج" في تاريخ باكستان وبسبب ما عاناه الحجاج من ظروف سيئة من جانب السكن والطعام والخدمات. كما تباينت حصيلة الوفيات وسط الحجاج من بعثة إلى أخرى، حيث سجلت الجزائر وفاة 27 حاجا بالبقاع المقدسة من أصل 36 ألف حاج بينما لم تسجل تركيا إلا 25 حالة وفاة من أصل 72 ألف حاج ووفاة 10 حجاج سوريين من أصل 25 ألف حاج ووفاة 16 حاجا سودانيا من أصل 34 ألف حاج، لتبقى حصيلة وفيات الحجاج المصريين الأعلى مقارنة ببعثات الدول العربية ب62 وفاة من أصل 82 ألف حاج مصري أدوا مناسك الحج. مسؤولون وأصحاب نفوذ "يسلبون" أعضاء بعثة الحج مقاعدهم في رحلات العودة اشتكى أعضاء من البعثة الجزائرية بجدة سطو بعض الأشخاص من مسؤولين وأصحاب الوساطة على أماكن غيرهم على متن الرحلات الأولى لعودة الحجاج، حيث انتزعت الخطوط الجوية الجزائرية 130 مقعد من رحلتين كانت مخصصة لأعضاء البعثة ومنحتها لأصحاب النفوذ. وكشف أعضاء من البعثة الجزائرية، في اتصال مع "الشروق" أن الخطوط الجوية الجزائرية خصصت رحلة خاصة يوم السبت الماضي، وكان يفترض أن تنقل مسؤولين في الدولة وشخصيات ومسؤولي البعثة الذين انتهت مهمتهم، لكن توقيت الرحلة، جعل الطائرة تقلع باتجاه الجزائر نصف فارغة ب80 راكبا فقط من بين 160 مقعد. وهو ما جعل الخطوط الجوية الجزائرية تضطر للاستيلاء على 60 مقعدا كانت مخصصة لأعضاء البعثة على متن الرحلة الأولى التي وصلت الجزائر مساء السبت 20 نوفمبر، علما أن الرحلة AH9001 لم يكن على متنها إلا 90 حاجا. كما أن الرحلة الثانية شهدت هي الأخرى انتزاع 70 مقعدا من أعضاء البعثة وتعويضهم بأشخاص آخرين لم يكن لديهم التأكيد على العودة عكس أعضاء البعثة، ولم يكن 28 راكبا على متن الرحلة التي وصلت مطار هواري بومدين أمس على القائمة الأصلية، حيث تثبت بطاقات سفر هؤلاء أنهم قدموا للبقاع المقدسة عبر الرحلات الأخيرة التي وصلت أياما قليلة قبل أيام الحج الأكبر.