فتحت هيئة تنظيم عمل وسائل الإعلام في بريطانيا "أوفكوم"، تحقيقا حول اتهامات وجهت لقناة "الإسلام" التليفزيونية التي تبث من بريطانيا، بمخالفة لوائح ومواثيق العمل الإعلامي، عبر تقديمها عدد من الموضوعات التي "تدعو إلى التطرف وتشجيع العنف ضد المرأة"، الأمر الذي نفاه بشكل قاطع عاملون بالقناة. وزعمت منظمة "أوفكوم"، إن قناة الإسلام "تبث مواد تتضمن الحض على العنف ضد المرأة عبر إباحة (الاغتصاب الزوجي)، فضلا عن العمل على مناهضة إسرائيل، والترويج لشخصيات وجماعات متطرفة، من أمثال أنور العولقي وحركة حماس"، وفقا لما جاء على موقع "سي إن إن". وأشارت المنظمة إلى أن القناة بثت في برنامج لها استشارة لأحد الوعاظ تدعو الزوج إلى ضرب زوجته "بعصا في حجم القلم حتى يُشعِرها بأنه غاضبٌ منها"، وذلك خلال إجابة على استفسار لإحدى المتصلات سألته فيه عن جواز قيام الزوجة بضرب زوجها إذا اعتاد على ضربها. وزعمت الهيئة أيضا أن برنامجا آخر على القناة، قال "إن المرأة التي تتطيب (تضع عطرا) للخروج للصلاة إلى المسجد هي عاهرة" في نظر الإسلام! وأضافت "أوفكوم" أن برنامجا آخر تحدث عن إمكانية السماح بما وصفته ب"اغتصاب الزوجات" في حالة رفضهن إقامة علاقة مع أزواجهن، وذلك خلال مناقشة لقانون أفغاني يبيح ذلك. وعلق الضيف في البرنامج بقوله "إن عدم إقامة علاقة بين الزوج وزوجته سيضر بالزواج"، بحسب "أوفكوم". ونفى مذيع بقناة الإسلام التليفزيونية، لم يذكر اسمه، اتهامات "أوفكوم"، قائلا: "إن قناة الإسلام لا تشجع على العنف ضد النساء تحت أي ظرف من الظروف" ورأى أن هناك تفسيرات خاطئة ومن منظور غربي بحت لما تعرضه القناة من برامج. في المقابل، قال طلال رجب وهو بريطاني مسلم، كان قد أعدَّ تقريراً تحت عنوان "نظرة حول برامج المسلمين في بريطانيا"، حذر فيه من قناة الإسلام التليفزيونية قائلاً: "إن القناة تشجع على ترويج الأفكار السيئة عن الإسلام وإظهاره بأنه دينٌ متعصِّب وغير متسامح". وأضاف الباحث في مؤسسة "كويليام" البريطانية، التي صدر التقرير من خلالها أن "برامج القناة تؤثر تأثيرا سلبيا ليس فقط على الأقلية المسلمة في بريطانيا وإنما أيضا على العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين". وأشار رجب إلى أن القناة "تؤصِّل النظرة الدونية للمرأة لدى المشاهدين وتعالج الأمور الاجتماعية بفكر رجعي". ولكنه استدرك بقوله "هناك بوادر مشجعة لبذل القناة جهوداً لتحسين ما تقدمه في برامجها من خلال تطبيق مبدأ التعددية والسماح لأكثر من صوت إسلامي" بعرض وجهة نظره. وفي تحذير واضح من إمكانية معاقبتها، طالبت هيئة "أوفكوم" مسئولي قناة "الإسلام" بالامتثال لقواعد البث في بريطانيا، وضرورة أن تتسم القناة بالموضوعية والحياد في برامجها، بعد أن وجدت أن خمس برامج تبث من القناة "تنتهك مواثيق العمل الإعلامي في بريطانيا". وذكر عددٌ من الخبراء الإعلاميين، أن القناة "تهتم فقط بالحديث عن مشاكل المسلمين في الغرب"، مشيرين إلى "أن القناة لا تستطيع التحدث في موضوعات معينة مثل الجهاد والقتال في سبيل الله، لأنها في الأصل واقعة تحت رقابة جهاز الاستخبارات البريطانية". الجدير بالذكر أن هيئة "أوفكوم" سبق لها أن اتهمت قناة "الإسلام" بأنها تحرض ضد المسلمين من أتباع الطائفة الأحمدية في بريطانيا، في الوقت الذي تصف القناة نفسها بأنها "تكافح التطرف الفكري". وأطلقت قناة "الإسلام"، في عام 2004 من جانب مجموعة من المسلمين المقيمين في بريطانيا ذوي التوجه السلفي، ومقرها الرئيسي وسط لندن، ويقول المسئولون عن القناة إنها تقدم الأخبار والأحداث الجارية وبرامج الترفيه من منظور إسلامي، وتعمل على نشر رسالة القرآن، وتبث القناة على القمر الفضائي البريطاني الخاص ب sky tv.