تكاليفها أرهقت الأولياء أصبحت تعرف دروس الدعم اهتماما كبيرا من طرف أولياء التلاميذ، وذلك لحرصهم على مستقبل أبنائهم الدراسي، فلجوءهم للدروس الخصوصية يعتبر الحل الوحيد للتحصيل العلمي الجيد، إلا أن هذا الدرس الخصوصي أصبح عامل ابتزاز للتلاميذ، خاصة أنه يعتبر مقياسا للنجاح أو الرسوب، فمعظم الأساتذة يوهمون التلاميذ بالنجاح المؤكد، مقابل تلقيهم للدروس الخصوصية من طرف أستاذ المادة. عتيقة مغوفل الجديد في الموضوع أن بعض الأساتذة أصبحوا سماسرة العلم فهم يمارسون تجارتهم بتقديمهم للدروس في منازلهم، وما زاد الطين بلة أنهم يجبرون تلاميذهم على التسجيل عندهم وهذا ما يعتبر غش وخروج عن النطاق التربوي والتعليم ليتجرد من مسؤوليته كأستاذ. زيادة على ذلك نجد أن دروسالدعم لا تقتصر على التلاميذ المقبلين على الشهادات النهائية، بل أصبح تلاميذ الطور الابتدائي أيضا يقبلون عليها حتى مادتي التاريخ والجغرافيا والمواد التي تتطلب الحفظ كالتربية الإسلامية. ولكن السؤال المطروح أين دور الأساتذة والمنظومة التربوية للقطاع العمومي من أجل إصلاح التحصيل العلمي الجيد دون أن يلجأ إلى مثل هذه الدروس إلا عند الضرورة؟ وماذا عن المعايير الموافقة لمثل هذه الدروس مقابل ما وجدناه من مغالطات واستفزازات ليكون التلميذ هو الضحية؟ ومن أجل الكشف عن خبايا هذه المدارس وأين تلقى وما تقدمه من دروس وعن المعايير الصحيحة قمنا باستطلاع عن الموضوع، فتقربنا من إحدى المدارس المتخصصة في إعطاء دروس الدعم ببن عكنون، التي تعرف عددا هائلا من التلاميذ الذين يترددون عليها من مختلف المستويات والأطوار، وما لفت انتباهنا الأسعار الخيالية للدروس، ومع ذلك لم يمنعهم من التسجيل والمشكل أن البعض لا يكترث لأن أولياؤهم فرضوا عليهم التسجيل، هذا ما قاله سمير تلميذ في السنة الأولى من الطورالثانوي أنه لا يبالي لمثل هذه الدروس لأن والده الذي أجبره عليها، فالمهم بالنسبة إلى سمير أنه تعرف على زملاء جدد وعقليات جديدة. الشرح المفصل.. يجر التلاميذ إليها حتى بعض الأساتذة يجبرون التلاميذ على الدروس الخصوصية والطامة الكبرى نجدهم يكتفون بإلقاء الدرس كتابيا في القسم بينما يفصلونه، لمن يسجلون عندهم في الدروس التدعيمية، وقد كانت لنا شهادات حية من بعض التلاميذ لإحدى الثانويات، وهو ما أكده لنا أمين طالب في مستوى أولى ثانوي، حيث قال لنا إن أستاذ الرياضيات أجبرهم على التسجيل في الدروس الخصوصية من أجل امتيازات أخرى، وهو الحصول على نماذج الامتحانات وفرصة الانتقال زيادة على هذا حتى وإن لم نسجل فإن الأستاذ للأسف لا يقوم بإعطائنا كل المعلومات إلا في الدروس الخصوصية، خاصة منها القوانين الرياضية وبعض الطرق الناجحة، لهذا فنحن مجبرون على التسجيل. مستودعات لتقديم الدروس الخصوصية والبعض منهم يقدمون الدروس التدعيمية دون رخص، فنجدهم يمارسون تجارتهم للدروس في محلات ومستودعات وما يعرف كاراجات مستغلين غياب الرقابة، في نفس الوقت نجدهم غير مبالين بالشروط الصحية وعوامل أخرى التي تتوفر من أجل تحصيل علمي جيد، إلا أن هذا الأخير كما كشف لنا بعض التلاميذ يزاولون الدروس الخصوصية بإحدى الكاراجات بدون كراس حتى أن البعض يجلس على الأرض فكيف له أن يركز على تلك الدروس التي تقدم. وجدنا أيضا العديد من الأساتذة يتخذون من منازلهم مدارس خصوصية وألقينا الضوء على بعضها كانت الأستاذة ب. سعاد في الطور الثانوي، والغريب في ذلك أنها تقوم بإلقاء دروس في المطبخ، وتقول إن بيتها ضيق وتعيش مع حماتها وأنها محتاجة للنقود كي تعيل زوجها لشراء سكن وأنها مضطرة للقيام بذلك. بالمقابل، سألنا مدير إحدى المؤسسات الثانوية الذي قد رفض الفكرة وبرأيه أنها إحدى طرق التلاعب والتحايل على التلميذ، حتى أن بعض الأساتذة يقومون بتقديم أسئلة الامتحانات للذين يزاولون الدروس عندهم وهذا ما يعتبر غش، وهي نفس الوقت وسيلة استغلال للربح السريع، أين الضمير المهني للأستاذ؟ فضلا على ذلك من الأسباب التي تجبر الأولياء على مثل هذه الدروس في كونهم يتهربون من مسؤولياتهم ليلقون عاتقها على هذه الأخيرة، بدافع ضيق الوقت. سليم ، 35 سنة، أب ل3 أبناء في الطور الابتدائي والمتوسط، يقول إن عمله يتعبه كثيرا ولا يستطيع أن يقوم بتدريس أبنائه ومراقبتهم. أولياء ترهقهم تكاليفها المرتفعة من جهة أخرى، أجمع العديد من الأولياء الذين سألناهم أنه لا حيلة لهم سوى التردد لمثل هذه الدروس وهي في نظرهم الحل الأنسب من أجل ضمان مستقبل أبنائهم، حتى ولو تطلب الأمر التدين. زهية أم لأربعة أبناء ابنتها التي تحظر لشهادة البكالوريا تقول إنها اضطرت لبيع مجوهراتها من أجل تسجيلها في مدرسة خصوصية، وأنها تعمل المستحيل كي تنجح ابنتها، رغم الأسعار الباهظة التي نجدها ما بين 1000دج و1500دج للساعة الواحدة، أحيانا للمادة وهي أسعار ليست في متناول جميع أولياء الأمور.