بقلم: سليمان أبوربيع الجزائري شعارها المعرفة والتعارف والاعتراف ولم تكن جمعية نائمة ولا مطالبة بأرصدة مالية من وزارة الثقافة حتى تنتج حسبها أنها تعمل وتتمنى أن تدعم، مضت ثلاثون سنة على تأسيسها واليوم عادت ذكرى الميلاد وفي رصيدها مئات العناوين وحضور محلي وطني، فضلا عن ما تتنعم به من صدى دولي كبير، ميلادها كان بقبو ببلدة القرارة، حيث نشأت وترعرت فيه وبين جنباته صنعت معجم الإباضية وإنجازات فكرية عظيمة: تفسير الشيخ بيوض، سلسلة بحوث منهجية مختارة، فهرسة مخطوطات لمكتبات وادي ميزاب المكتبة الإباضية الشاملة، وفي قرص مدمج يضم أكثر من ألف عنوان من بينها شرح النيل عنوان ولازال العمل متواصلا، وفي الطريق معلمة الفقه الإباضي، موسوعة تاريخ واد مزاب وهذا اعتقد من أهم الإنجازات. وقد ساهمت جمعية التراث أم الجمعيات التراثية الثقافية الفكرية بالجزائر بقوة في بعث المخطوط الجزائري الإباضي ونشر ثقافة المكتبات بالمنطقة في مسيرة ثلاثين سنة =بحلوها ومرها وفي أصعب الظروف المالية واصلت العطاء ولم تتوقف مكينتها، أحيت أمس الذكرى وبطيف من حضور متميز مشائخ وعلماء ودكاترة قدموا من مختلف الجهات حيث دشنت مقرها الجديد ببلدة، وقد جاءت فكرة إنشاء الجمعية من فضيلة الدكتور محمد صالح ناصر، حيث انطلق في التأليف والطباعة والنشر بجهوده الخاصة المضنية، وبعد ذلك تلقى الدعم من جمعيات الإصلاح بوادي ميزاب الأمين ثم كبرت في أحضان تلك الجمعيات، حيث تم بمناسبة الذكرى عرض مشروعات الجمعية على الحضور مثل معجم أعلام الإباضية ومعجم مصطلحات الإباضية ودليل مخطوطات وادي ميزاب، وغيرها من المشروعات التي هي قيد التخطيط، كما تلقى الحضور تحريضا على البذل في هذا المجال الذي تشح فيه الموارد من رجال عمالين بفكرهم وجدهم في خدمة العلم، وبرجال يبذلون النفيس من المال حتى تحقق المشاريع الكبرى التي تصبو إليها الجمعية ويتعطش لها كل مسلم يرجو الآخرة ويرجو رحمة ربه، وهذا كله في كلمة لفضيلة الدكتور محمد بن قاسم ناصر بوحجام. وفي كلمة لفضيلة الشيخ بكير بن محمد الشيخ بالحاج باشعدل رئيس حلقة العزابة بالقرارة بارك فيه الجهود المبذولة في هذا المضمار ورجا الحاضرين أن يتسابقوا فيه، ثم تفضل فضيلة الشيخ عيسى بن محمد الشيخ بالحاج بكلمة منها قوله في ما معناه لعل هذا المذهب قد كتب له أن تبدأ انطلاقاته الكبرى من الدهليز القبو أو ما يعبر له القرآن بالكهف كما انطلق الشيخ أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة في (كهوف) البصرة، ثم غار أمجماج بجربة، ثم في غار الشيخ عبد الله بن بكر الفرسطائي النفوسي في بلدة اعمر في وادي أريغ، ثم هاهي جمعية التراث تنطلق في أول مقر لها من (قبو) عساها تكون انطلاقة كبرى في مسيرة الجمعية. ثم ذكره الحضور بغار حراء وذكر بعدها غار ثور الذي كان يتعبد فيه رسولنا الكريم (ص)، وكانت للمفضال الدكتور عيسى بن بكير حميد أوجانة كلمة رحب فيها بالجمعية حسبه أنه ساهم بقوة في مواصلة البناء والتشييد للجمعية وقال في كلمته قوله تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وهو من بذل الكثير فقد تبرع بالمحل وهذا من أعز مايملك من العقار، ولكنه رد الفضل إلى والده الذي هو صاحب الفكرة في التبرع بهذا المحل لما يخدم العلم. أخيرا جاءت كلمة الأمين العام للجمعية الدكتور محمد بن أحمد جهلان بشكر الحاضرين ودعوتهم لتناول ما تيسر من إكراميات. وتفرق الحضور وفي عيونهم فرح ودموع ...حرقة على الإنجاز وغبطة بالنتاج في مشهد روحي أخوي رباني يثبت سر تألق المجتمع المزابي في تسييره لشؤونه وشؤون الفكر بالوطن وإلى لقاء آخر وموعد علمي ثقافي تراثي. للإشارة أنه تم في نفس الحفل افتتاح عيادة الدكتور الفاضل أحمد بن عيسى بن محمد الشيخ بالحاج في نفس المبنى في الطابق الأرضي، وهي عيادة للطب العام والوخز بالإبر الصينية.