تترقب إسرائيل بتوتر شديد مضمون الوثائق الأمريكية السرية التي يعتزم موقع (ويكيليكس) الالكتروني نشرها قريبا، والتي يتوقع أن تشمل تحليلات أمريكية لشخصيات إسرائيلية بينها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء الخارجية أفيغدور ليبرمان والدفاع ايهود باراك والرفاه يتسحاق هرتسوغ ورئيسة حزب كديما والمعارضة تسيبي ليفني. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس الأحد أن التحذير الذي مررته السفارة الأمريكية في تل أبيب إلى مكتبي نتنياهو وليبرمان تتعلق بكشف الوثائق، التي يتخوف الأمريكيون والإسرائيليون من نشرها، والتي تشمل آراء مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية حول المسؤولين الإسرائيليين. ويذكر أن الوثائق التي يوشك (ويكيليكس) كشفها تشمل برقيات أرسلها دبلوماسيون أمريكيون من أنحاء العالم إلى وزارة الخارجية في واشنطن، ولذلك فإنه فيما يتعلق بإسرائيل يخشى الأمريكيون من كشف وثائق تشمل مراسلات داخلية بين السفارة في تل أبيب والخارجية في واشنطن تتضمن المتابعة المكثفة التي تجريها السفارة حول المستوطنات. كذلك يتوقع أن تتضمن الوثائق تفاصيل لقاءات بين مسؤولين أمريكيين مع مسؤولين إسرائيليين، وصفت أنها لقاءات سرية، وبينهم نتنياهو وليفني ورئيس الموساد مائير داغان ورئيس الشاباك يوفال ديسكين والوزير السابق حاييم رامون ورئيسا مجلس الأمن القومي السابقين غيورا آيلاند وداني أرديتي. كذلك يسود الاعتقاد في إسرائيل أن الوثائق تشمل معلومات حول فترة حكومة ايهود أولمرت، إذ أن الوثائق تتعلق بالفترة منذ العام 2006 وحتى مارس الماضي. إلى جانب، ذلك يتخوف الإسرائيليون من أن يؤدي نشر الوثائق الأمريكية السرية في (ويكيليكس) إلى تسريب معلومات تتعلق بإيران. ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصدر إسرائيلي قوله إن الأمريكيين اعترفوا بأنه سيتم نشر معلومات بالغة السرية حصلت عليها شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والموساد وتم تسليمها إلى وزارة الخارجية الأمريكية من دون علم الحكومة الإسرائيلية. وأضاف المصدر الإسرائيلي إن المعلومات بهذا الخصوص تشمل مواد تبين سعي إسرائيل إلى تجريم إيران وتشديد العقوبات الاقتصادية عليها. وقالت الصحيفة إن إسرائيل بذلت جهودا كبيرة في الأيام الأخيرة من الحصول على معلومات بشأن الوثائق التي سيتم نشرها كما أنه تم إصدار تعليمات لدبلوماسيين إسرائيليين في عدد من دول العالم باستخدام علاقاتهم مع مسؤولين في تلك الدول ومحاولة الحصول على معلومات تمكن إسرائيل من الاستعداد لمواجهة كشف الوثائق السرية، لكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل. واضافت الصحيفة إن الصحف الكبرى في العالم، (نيويورك تايمز) الأمريكية و(غارديان) البريطانية و(دير شبيغل) الألمانية، فرضت تعتيما كبيرا على الوثائق الموجودة لديها والتي حصلت عليها من (ويكيليكس). وقال مسؤول إسرائيلي ليديعوت أحرونوت إنه "للأسف ليس لدينا أية معلومات حول مضمون الوثائق ونحن في حالة توتر مثل التوتر لدى وسائل الإعلام بالضبط". وذكرت الصحيفة أن شخصا اطلع على الوثائق قال لمسؤول إسرائيلي إن "إسرائيل ستتضرر كثيرا من النشر، لكن ليس هي وحدها فقط وهناك دول كثيرة ستتضرر".