قرّرت الغرفة الجزائية بمجلس قضاء العاصمة أمس للمرّة الثانية على التوالي تأجيل النظر في ملف المحامي (سيدهم) المتابعة بإهانة هيئة قضائية إلى غاية 24 فيفري القادم بعد اطّلاع هيئة المحكمة على شهادة طبّية تثبت عدم قدرة الصحفية المتابعة معه في الملف على الحضور رغم المعارضة الشديدة لدفاع المحامي الذين أصرّوا على تنظيم وقفة تضامنية في بهو القاعة. شارك في الوقفة التضامنية المحامي فاروق قسنطيني، رئيس اللّجنة الاستشارية لحقوق الإنسان، إلى جانب عدد لا يستهان به من أصحاب (الجبّة السوداء)، كما شارك في الدفاع عنه ما لا يقلّ عن 10 محامين، اثنان حضرا من ولاية قسنطينة خصّيصا. حيث يتابع (سيدهم) بجرم إهانة هيئة نظامية والتقليل من شأن أحكام قضائية، وهي التهمة التي أدين من أجلها سنة 2008 بعقوبة ستّة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ مع تغريمه بمبلغ 20 ألف دج قبل أن يتمّ الطعن فيها أمام المحكمة العليا. وجاءت متابعة المتّهم بناء على مقال نشر في جريدة خاصّة بتاريخ 30 ماي 2004 مرفوقا بصورة أب (أمين سيدهم) واسمه ويحمل عنوان (استدعي للشهادة في قضية بشير فريك، عوفي يقضي شهره الثلاثين في سركاجي)، وهو المقال الذي جرّ صحفية إلى العدالة لتحاكم بنفس التهمة بعدما عنونت مقالها بناء على جلسة محاكمة المتّهم (الطيّب عوفي) مدير وكالة عقارية بوهران المتابع بجرم تبديد أموال عمومية بالتواطؤ مع بشير فريك، الوالي الأسبق لوهران، ونقلت تعليقات المحامي (أمين سيدهم). حيث وردت في المقال عبارة (الحكم التعسّفي)، فيما أكّد المحامي أنه وصف (الحجر بالتعسّفي وليس الحكم)/وأضاف المحامي في المحاكمة الأولى أن (المحكمة لم تصدر بعد أيّ حكم وكأن القضية محصورة في قرار الإحالة)، ناكرا وصف حكم القضاء (بالحكم التعسّفي لأنه رجل قانون)، مؤكّدا أنه لم يطّلع على المقال إلاّ بعد استدعائه من طرف وكيل الجمهورية، في حين أكّدت هيئة دفاعه أن محاكمة موكّلهم سببها مواقفه من قضايا حقوق الإنسان في الجزائر ودفاعه المستميت عن المتّهمين في قضايا الإرهاب الذين تعرّضوا للاعتقال سنوات العشرية السوداء.